أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الجمعة أن روسيا متأكدة من أن الولايات المتحدة "فهمت" رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الضربة الصاروخية الأخيرة التي وجهتها موسكو لأوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي حديث التطوير.
وأوضح بيسكوف أن الضربة تهدف إلى إرسال تحذير مباشر للغرب، وتحديدًا للولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين سمحتا لأوكرانيا باستخدام صواريخها لضرب الأراضي الروسية. وأضاف بيسكوف أن روسيا لم تكن ملزمة بتحذير الولايات المتحدة بشأن الضربة، ومع ذلك تم إبلاغها قبل 30 دقيقة من إطلاق الصاروخ.
من جانبها، نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصادر أن الضربة الصاروخية تمثل تحذيرًا للغرب مع اقتراب دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل. وذكرت الصحيفة أن الضربة تعتبر بمثابة "رسالة" من موسكو في ضوء التوقعات حول كيفية تعاطي ترامب مع الحرب الأوكرانية في ولايته القادمة، حيث لا يزال من غير المعروف كيف سيتعامل مع الوضع في أوكرانيا.
هذا التصعيد يأتي بعد أشهر من التوترات بين روسيا والدول الغربية بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا، حيث قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن في الأشهر الأخيرة دعمًا كبيرًا لأوكرانيا، كان من أبرزها الموافقة على تزويد كييف بصواريخ أتاكمز بعيدة المدى، التي طالما كانت أوكرانيا تطالب بها لاستهداف أهداف في عمق الأراضي الروسية.
وتشير هذه التطورات إلى أن الحرب في أوكرانيا قد تشهد مزيدًا من التصعيد العسكري والدبلوماسي في المستقبل، خاصة مع التغيرات المحتملة في سياسة الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب. كما يبرز التوتر في العلاقات بين موسكو والغرب وتهديدات متزايدة باستخدام الأسلحة المتطورة كجزء من سياسة الردع التي تنتهجها روسيا في مواجهة الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا.
في ظل هذه الأجواء المعقدة، تزداد المخاوف من تداعيات تصعيد جديد قد يكون له تأثيرات عميقة على الأمن الدولي، بما في ذلك تداعيات الصراع الأوكراني على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية.