""في مشهد يعكس انتقائية صارخة، تجاهل النائب بيار بو عاصي المآسي التي خلفتها الغارات الإسرائيلية المدمرة على مختلف المناطق اللبنانية، واختار التركيز على معاينة أضرار جانبية لحقت بمبنى في عين الرمانة. وبينما يعاني الجنوب والبقاع تحت وطأة القصف العدواني الشامل، اكتفى بو عاصي بجولة إعلامية محلية خالية من أي تضامن وطني شامل يعكس حس المسؤولية تجاه جميع اللبنانيين المتضررين.وفي تصريح لقناة "العربية"، انتهز النائب الفرصة لتحميل حزب الله مسؤولية ما وصفه بـ"تعريض حياة الناس للخطر"، متجاهلاً عن عمد أن القصف الإسرائيلي هو العدوان الحقيقي الذي يستهدف لبنان بأسره دون استثناء. هذا الموقف يثير تساؤلات حقيقية حول دوافع بو عاصي، الذي اختار تجاهل إدانة القصف الإسرائيلي والتركيز بدلاً من ذلك على رسائل سياسية موجهة، بعيداً عن معاناة الشعب اللبناني.خطاب بو عاصي، الذي حاول أن يبدو متعاطفاً، بدا فارغاً من أي إدانة واضحة وصريحة للاعتداءات الإسرائيلية. هذا الغياب يطرح تساؤلات حول أهداف جولته في عين الرمانة، وعمّا إذا كانت مجرد خطوة استعراضية تهدف إلى تحقيق مكاسب إعلامية أو سياسية، على حساب وحدة اللبنانيين وجراحهم.في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي الوحشي، يتوقع اللبنانيون من ممثليهم مواقف تترفع عن الحسابات السياسية الضيقة، وتعبر عن التزام وطني حقيقي بحماية السيادة والدفاع عن كرامة الوطن وحقوق الشعب. لكن، يبدو أن النائب بو عاصي اختار درب الاستعراض بدلاً من درب المسؤولية الوطنية.