تلقى عشرات اللبنانيين اتصالات خارجية ومجهولة المصدر، تطلب منهم إخلاء المباني التي يقيمون فيها، وتطالب بعضهم الذين يسكنون في بيروت، بالنزوح الى شمال الليطاني، علماً أنهم كانوا قد أخلوا المنطقة بالكامل.

وتبين أن قوات الاحتلال تستخدم عدة آليات لترويع السكان وإثارة الذعر، أبرزها "الداتا" القديمة التي جمعتها عن سكان منطقة الجنوب قبل الحرب، وما زالت هذه الداتا متوفرة، من دون تحديثات تشمل مواقع نزوح السكان.
كما اعتمدت اسرائيل على فرضية "الاتصالات العشوائية"، كونها استهدفت اشخاصاً لا يتحدرون من الجنوب أو البقاع، وربما لم يزر أحدهم إطلاقاً منطقة الحدودية الجنوبية في السابق، ما يشير الى أن الاتصالات عشوائية. وما يعزز هذه الفرضية أيضاً، أن بعض المكاتب العسكرية والإدارات الحكومية، تلقت تلك الاتصالات.
وغالباً ما تكون تلك الاتصالات آلية، وهي عبارة عن هجمات مبرمجة، وتنطلق من الخارج، لا من الأراضي اللبنانية، وهو ما يصعّب اعتراضها أو اكتشاف الواقفين خلفها، وتخترق الشبكة المحلية للوصول الى المستهدفين.
وبالنظر الى طبيعة الاتصالات، فقد تبيّن أنها صادرة عن جهاز كومبيوتر، تحمل رسالة مسجلة، وهو ما ظهر في تصريحات لبنانيين كشفوا عن طبيعة الاتصال.
وتسعى إسرائيل من وراء تلك الرسائل لبث الذعر وإثارة المخاوف، وإحداث ارتباك وفوضى على الساحة اللبنانية، كونها تدفع السكان للنزوح.