مجازر متنقلة وشهداء بالعشرات. هكذا بدا المشهد في مناطق متفرقة في لبنان، على وقع غارات عنيفة استهدفت مناطق في البقاع والجنوب، فيما استمرت الغارات التدميرية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
بقاعاً، لم تهدأ وتيرة الغارات وسط نزيف دماء طال مناطق متفرقة، نالت منها شمسطار الحصة الكبرى في عدد الضحايا، بعدما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاث غارات عليها، أدت احداها إلى استشهاد ثمانية اشخاص، بينهم أم وأربعة أطفال وإصابة تسعة آخرين بجروح من بينهم أربعة بحال حرجة. وفي بوداي أدت غارة إسرائيلية في حصيلة أولية إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح، بينما سقط شهيد في فلاوى وشهيد اخر في بريتال.يُذكر أنّ قرى وبلدات رأس العين، حورتعلا، طليا، حي العسيرة، سهل عدوس، طريق حوش تل صفية، كانت أيضاً في دائرة الاستهداف الإسرائيلي. وفي زحلة استهدف الطيران الإسرائيلي بلدة حارة الفيكاني، وكذلك في البقاع الغربي، إذ استهدف الطيران منزلاً وسط سحمر بصاروخين فدمره بالكامل.والجدير ذكره أنّ مناطق البقاع لم تشهد حركة نزوح كبيرة كما الجنوب والضاحية، وبالتالي فإنّ الغارات تسقط على رؤوس مناطق ومبانٍ مأهولة بالسكان، ما يعني أنّ أعداد الضحايا قد ترتفع، على وقع الغارات العنيفة التي تطالها.غارات على الضاحيةوعلى الضاحية، استكمل الطيران الحربي الإسرائيلي استهدافه لمناطق متفرقة وذلك منذ منتصف ليل أمس وحتى كتابة هذا التقرير. وشنّ مساءً ثلاث غارات عنيفة على منطقة السان تيريز – الحدت، وغارة على منطقة الليلكي، وغارة على محيط الجامعة اللبنانية في الحدت، وأخرى على برج البراجنة.
وقرعت أجراس الكنائس في الحدت بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية المتكررة. يُذكر أنّ سكان عدد من المباني في زقاق البلاط وراس النبع وبرج أبي حيدر وسليم سلام والحازمية عملوا على اخلاء منازلهم بعد ورود اتصالات تحذير لقاطنيها. وكانت قد وردت اتصالات مشبوهة في أكثر من منطقة إلى هواتف المواطنين تطلب منهم إخلاء أماكن تواجدهم.شهداء في الجنوبوجنوباً، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة على مدينة صور استهدفت موقف السيارات مقابل مصرف لبنان، كما سقطت غارة ثانية على المدينة استهدفت ضواحي مخيم البص قرب شركة الكهرباء. وأفادت وزارة الصحة عن سقوط شهيد وإصابة ستة عشر آخرين بجروح من بينهم ثلاثة حالتهم حرجة. وسقط 5 شهداء في غارة على رومين.
وكذلك نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية على طريق كفررمان، ما أدى إلى استشهاد شخصين من التابعية السودانية.وفي باتوليه، أغار الطيران الحربي على البلدة، وعند تحرك سيارات الاسعاف اغار امامهم وخلفهم مما ادى الى قطع الطريق عليهم. وأُفيد عن قصف مدفعي عنيف يستهدف مدينة بنت جبيل، وأطراف بلدة أرنون. وبحسب المعلومات فقد سقط صاروخ مجهول المصدر في ارض قرب المنازل في برج الملوك، مما تسبب باندلاع حريق استدعى تدخل فريق الدفاع المدني اللبناني لاخماده. وقام الجيش الاسرائيلي بعملية نسف وتفجير في محيط معتقل الخيام وصل عصفها إلى البلدات المجاورة.التوغل جنوباًوعلى جبهة التوغل الجنوبية، أعلن رئيس بلدية ديرميماس جورج نكد أنّ "جيش العدو الاسرائيلي دخل الى بلدة ديرميماس يوم أمس وتمركز عند اطراف البلدة في محيط دير مار ميما وتلة لوبية وبين بساتين الزيتون المحيطة بالبلدة، وأنّ هناك حوالى العشرين شخصاً ما زالوا في البلدة فقط ومن بينهم سيدة حامل، وتقوم البلدية بالتواصل مع الصليب الاحمر الدولي بإجلاء الاهالي". وقال نكد: "صباح اليوم وخلال قصف المقاومة لجنود العدو سقطت قذائف عدة بين المنازل في البلدة، مما تسبب باضرار مادية دون وقوع اصابات بشرية".
في المقابل، أعلن حزب الله أنّ مقاتليه استهدفوا تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند مثلّث دير ميماس - كفركلا، للمرّة الثالثة، بصليةٍ صاروخية. وكان الحزب أعلن أنّه أثناء محاولة قوة إسرائيلية التسلل باتجاه بلدة دير ميماس، "اشتبك مقاتلو الحزب من مسافة قريبة معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح". وبحسب بيان الحزب فقد "عمد العدو إلى سحب الإصابات من منطقة الاشتباك تحت غطاء ناري ودخاني كثيف".توازياً، تشهد منطقتي البياضة ووادي حامول، اشتباكات عنيفة بين عناصر حزب الله وقوة اسرائيلية تحاول التوغل إلى المنطقة للالتفاف على بلدة الناقورة والتمركز في منطقة البياضة، كونها موقعا استراتيجياً كاشفاً للساحل الممتد بين الناقورة وصور. وتدور اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والصاروخية، تسمع أصواتها إلى صور، فيما تقوم مدفعية الجيش الإسرائيلي بقصف البياضة ومنطقتي حامول والتلال بين شمع والبياضة. وعلى الجانب الإسرائيلي، افادت القناة 12 الإسرائيلية، عن "سقوط صاروخين في مناطق مفتوحة بكريات شمونة ومحيطها دون وقوع إصابات بشرية".