في تصعيدٍ غير مسبوق، شنَّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة على حي البسطة وسط العاصمة بيروت، مما أثار حالة من الدهشة في أوساط المحللين العسكريين. صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، رأت أن هذه الغارة، التي جاءت دون أي تحذير مسبق، تمثل تغييرًا في الاستراتيجية الإسرائيلية ضد حزب الله، خاصة أنها كانت الرابعة هذا الأسبوع التي تستهدف مناطق حيوية في بيروت، بعدما كانت الغارات السابقة تركز على الضاحية الجنوبية، المعقل التقليدي للحزب.ورأت الصحيفة، أن الغارة تشير إلى تحول في تكتيك إسرائيل، حيث يُعتقد أن قادة حزب الله بدأوا مغادرة معاقلهم التقليدية في الضاحية الجنوبية، خاصة بعد سلسلة من الخسائر البشرية التي تعرض لها الحزب هذا الأسبوع، من أبرزها مقتل المتحدث الرسمي باسم "حزب الله" محمد عفيف. هذا التطور يعزز الفرضية القائلة بأن الحزب قد يكون بدأ في الانتقال إلى مناطق أخرى في بيروت كملاذ آمن له، في ظل الضغوط العسكرية المتزايدة.وفي الوقت نفسه، يواصل الجيش الإسرائيلي تقدمه في جنوب لبنان، حيث تشهد المناطق الحدودية، مثل الناقورة والخيام ومرجعيون، معارك عنيفة ضد مواقع حزب الله. ورغم استمرار الحزب في إطلاق الصواريخ، تشير التقارير إلى أن التنظيم يعاني من ضعف في القيادة والسيطرة بعد مقتل عدد من قادته العسكريين البارزين.وتعد الضربات الجوية الإسرائيلية على بيروت مؤشرًا على تصعيد خطير في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله. الصحيفة أكدت أن الحزب يسعى للبقاء على قيد الحياة في مواجهة الهجمات المستمرة، مع التركيز على الحفاظ على جزء من كيانه في هذه الحرب الطويلة الأمد. وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن هذه التطورات قد تؤثر بشكل كبير على سير المحادثات المستقبلية حول وقف إطلاق النار، وقد يكون لها تداعيات على أنشطة الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة.