""على الرغم من أن "لا صوت يعلو على صوت المعركة"، فإن أصواتاً عدة ترتفع على الساحة الداخلية للحديث عن اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي الذي يزداد شراسةً وعنفاً ووحشية. وتتقاطع هذه الأصوات السياسية في مقاربتها لليوم التالي، على مقاربات متباينة حول السقف السياسي الذي سيعتمده "حزب الله" بعد الحرب، خصوصاً في ضوء عودة الحزب إلى سقف اتفاق الطائف. وتضع أوساط سياسية مطلعة، هذه المقاربات في خانة المساعي الجارية من قبل أكثر من مرجعية سياسية وحزبية، للتوافق على أجندة سياسية منسجمة في الأهداف والتطلعات من أجل ملاقاة الحزب عند منتصف الطريق، بعدما أعاد الخطاب الأخير للشيخ نعيم قاسم، رسم المعادلة السياسية الداخلية، واضعاً اتفاق الطائف ركيزةً أساسية وبالتالي طيّ صفحة "اتفاق الدوحة" ومعادلته الخاصة لانتخاب رئيس الجمهورية أو لتشكيل الحكومة وضمناً إسقاط "الثلث المعطل".وعن أبعاد الإلتزام بسقف الطائف، تقول الأوساط السياسية ل""، إن الإعلان يمثل بحد ذاته تغييراً تاريخياً في التعاطي السياسي للحزب، حيث أنه يفتح صفحةً جديدة بين كل القوى السياسية على الساحة الداخلية، سواء بالنسبة للعلاقة مع الحلفاء أو مع الخصوم، حيث تكشف عن حراكٍ جدي قد انطلق أخيراً ويركز على متابعة حيثيات هذا الإعلان وسبل ترجمته على أرض الواقع.وفي هذا المجال، تلفت الاوساط السياسية إلى الحركة السياسية التي يستعد الرئيس السابق للحزب ابتقثدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، للقيام بها في الأسبوع الطالع، والتي تحمل عنوان التزام الحزب بسقف الطائف، ومناقشته مع أطراف سياسية محلية، وتحديداً مع معارضي الحزب، وذلك من أجل مناقشة المساحات المشتركة التي سوف تسمح بإطلاق الحياة السياسية الداخلية، وسط مناخات مختلفة عن مناخات كل المراحل السياسية السابقة والتي سادت الساحة الداخلية على مدى عقدين من الزمن.ومن ضمن هذا السياق، تسلّط الأوساط الضوء على ما يستعد له زعيم المختارة من جولة سياسية قد يستهلها وفق المعلومات المتوافرة، من معراب ومنها إلى مقرات قيادات حزبية كما فاعليات سياسية ونيابية، ذلك أن التضامن الشعبي الذي بات حالةً عامة على امتداد المناطق اللبنانية، قد ترك أصداءً إيجابية على الواقع السياسي العام بحيث دفع أكثر من مسؤول إلى اللحاق بالمزاج الشعبي والسعي إلى التقاطع مع "خصمه" السياسي، على نقاط مشتركة من أجل التوصل إلى تضامن سياسي يسمح بالخروج من نفق الشغور الرئاسي وإجراء انتخابات رئاسية بعد وقف إطلاق النار.