استهدافت إسرائيل مُجدّدًا صباح اليوم الأحد، بقصفٍ مدفعيّ، حاجزًا للجيش اللبناني في منطقة العامريّة على طريق صور – الناقورة، أدّت إلى استشهاد جنديّ وإصابة 18 آخرين بينهم مصابون بجروحٍ بليغة، مضافًا إلى دمار هائل في نقطة تمركز العناصر. وقد قام حزب الله بشنّ هجومٍ جويّ على تلّ أبيب، وهو الثاني منذ صباح اليوم، أدّى إلى حالةٍ من الهلع في صفوف المستوطنين، مع أنباءٍ عن سماع دوّي انفجارات عنيفة في تلّ أبيب ونقل 6 إصابات جراء سقوط شظايا الصواريخ الاعتراضيّة في بيتاح تكفا شرق تلّ أبيب. فيما أعلنت هيئة البثّ الإسرائيليّة أن الهجوم أدّى إلى توقف حركة الطيران في مطار بن غوريون شرق تل أبيب إثر إطلاق صواريخ من لبنان.
وبعدها بدقائق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيليّ عن مصدر أمنيّ إشارته لإصابة مباشرة لمبنى في حيفا إثر رشقة صاروخيّة من لبنان، مع سقوط عددٍ من المصابين.
وأصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بيانٍ استنكاريّ قال فيه إن "استهداف العدو الاسرائيلي اليوم بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب وسقوط شهداء وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701". وأشار إلى أن "هذا العدوان المباشر يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان".
استهداف تلّ أبيبمن جهته، أعلن حزب الله اليوم الأحد عن تنفيذ عملية عسكريّة مركّبة استهدفت موقعًا عسكريًّا في مدينة تل أبيب باستخدام صواريخ نوعيٍة وسربٍ من الطائرات المسيّرات الانقضاضية، وحققت هذه العملية أهدافها بنجاح. وقد أوضح الحزب أن هذه الهجمات تأتي في إطار سلسلة عمليات "خيبر" وردًّا على استهداف إسرائيل للعاصمة بيروت والمجازر الّتي ارتكبتها القوات الإسرائيليّة بحقّ المدنيين. ويأتي هذا البيان، غداة شنّ حزب الله لهجومٍ جويّ في الصباح الباكر على تلّ أبيب، وقال أنّه استخدم طائراتٍ مسيّرة هجوميّة في عمليته على قاعدة أسدود البحريّة في إسرائيل، وهي تقع على بُعد 150 كيلومترًا من الحدود اللبنانية.
وعن الهجوم الأخير، أشارت القناة الـ12 إلى إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه تل أبيب الكبرى، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب وضواحيها. وأكدّت وسائل إعلام إسرائيلّية أيضًا إصابة مبنى بشكل مباشر في بيتاح تكفا وسط إسرائيل إثر رشقة صاروخية من لبنان. وأعلن عن إصابة عددٍ من الإسرائيليين في جراحٍ تتراوح بين متوسطة وطفيفة من جراء سقوط قذائف صاروخيّة في مدينة بيتاح تيكفا وفي منطقة إلعاد و"ريناتيا" شرق تل أبيب. وعلم أن امرأة أصيبت من جراء استنشاق الدخان الذي تصاعد من مركبة أصيبت في بيتاح تيكفا بشطايا صاروخية أطلقت من لبنان، وحالتها متوسطة، فيما أصيب شاب آخر من جراء تردد الانفجار، وأصيب آخرون بالهلع.
من جهةٍ أخرى، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي برصد 5 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه منطقة الشارون، مشيرةً إلى اعتراض 4 وسقوط الخامس بمنطقة مفتوحة. كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيليّة برصد إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه صفد، مؤكدةً عدم تسجيل إصابات. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض مسيّرتين أُطلقتا من لبنان باتجاه منطقتي الجليل الغربي والجليل الأعلى، وذلك بعد تفعيل صفارات الإنذار في بلدتي أدميت وعرب العرامشة. في المقابل، أعلن حزب الله عن قصف تجمع للقوات الإسرائيلية في موقع المطلة شمالي إسرائيل، بالإضافة إلى تجمع آخر للقوات الإسرائيلية شرقي مدينة الخيام جنوب لبنان. كما أعلن حزب الله عن استهداف مستوطنتي حتسور هاغليليت ومعالوت ترشيحا شمالي إسرائيل برشقات صاروخية، في تصعيد لافت للتوتر في المنطقة الحدودية بين البلدين.
في بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق 30 صاروخًا من لبنان باتجاه منطقة الجليل، حيث جرى اعتراض بعض هذه الصواريخ. كما دوّت صفارات الإنذار في العشرات من المناطق في وسط إسرائيل، ما دفع بمئات الآلاف من الإسرائيليين إلى التوجه إلى الملاجئ.غارات واشتباكاتعلى الصعيد الداخلي اللبناني، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا بإخلاء سكان خمس بلدات جنوب البلاد تمهيدًا لقصفها، وهي زوطر الشرقية، زوطر الغربية، أرنون، يحمر، والقصيبة، مطالبًا السكان بالتوجه نحو شمال نهر الأولي. تزامنًا مع ذلك، تعرضت بلدة البياضة في قضاء صور لغارة إسرائيلية. وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات مكثفة على مناطق جنوبي لبنان، مستهدفًا بلدتي شقراء وبرعشيت، ما أسفر عن تدمير عدة مبانٍ وشقق سكنية.
وعلى الأرض، تصاعدت المواجهات بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي في محيط الخيام، تحديدًا في محوري شمع وطيرحرفا. وأدى القصف الإسرائيلي المكثف على هذه البلدات إلى أضرار كبيرة، حيث أصيب العديد من المدنيين وتدمّرت المنازل. كما شهدت المنطقة تحليقًا مكثفًا للطائرات الاستطلاعية، مما ضاعف من حدة المعارك. وأصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء لسكان قرى جنوب لبنان، مطالبًا إياهم بالانتقال إلى شمال نهر الأولي، بزعم وجود مواقع لحزب الله. تزامن ذلك مع استمرار الغارات الجوية على عدة مناطق، منها قرى كفرشوبا والخيام وحي الراهبات، بالإضافة إلى تنفيذ القصف الفوسفوري بالقرب من حاجز للجيش اللبناني في أطراف قرية الماري. وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيانٍ إن "الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت غارات دقيقة على بنى عسكرية بالقرب من معبر جوسية الحدودي شمال البقاع، زاعمًا أن حزب الله يستخدم هذه البنى لنقل وسائل قتالية من إيران عبر سوريا إلى لبنان. وأشار أدرعي إلى أن النظام السوري يتحكم في معبر جوسية، حيث يتم تفعيله من قبل الأمن العسكري السوري لنقل الأسلحة. ودعا السلطات السورية واللبنانية إلى منع استخدام المعابر المدنية لأغراض تسليحيّة".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن حصيلة أولية للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في البلاد، حيث قُتل 58 شخصًا وأُصيب العشرات يوم أمس السبت. بين هؤلاء الضحايا، قُتل 20 شخصًا وأُصيب 66 آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطة في العاصمة بيروت، ما أدى إلى تدمير خمسة مبانٍ بالكامل. ونفت مصادر أمنية لبنانية وجود قيادي من حزب الله في المبنى المستهدف. كما أُفيد بمقتل 14 شخصًا في مدينة صور وبلدتي عين بعال ورومين، في حين سُجلت سقوط 24 شهيد في منطقة البقاع، بينهم أربعة أطفال.