على وقع تصعيد العدو الاسرائيلي لاعتداءاته على الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، تواردت من واشنطن انباء عن ستة وثلاثين ساعة حاسمة من المفترض ان يعلن في نهايتها اتفاق وقف اطلاق النار، وهذا التفاؤل الأميركي لاقته إشارات إيجابية من بيروت توحي بقرب وقف العدوان.
وفي التفاصيل، فإن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيعقد اجتماعاً مساء اليوم يبحث فيه وقف اطلاق النار في لبنان، خاصة وانه بحسب الجانب الاسرائيلي فإن المفاوصات “تمضي قدماً”، فيما اكد المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر ان “الحكومة تتحرك في اتجاه اتفاق، لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة”. في وقت تمارس فيه هيئة الاركان الاسرائيلية ضغوطاً لاجل وقف اطلاق النار مع لبنان “لإلتقاط الانفاس”، واجراء حسابات الربح والخسارة.
ووفق ما بات مؤكداً من جانب العدو الاسرائيلي، فإن لجنة مؤلفة من خمس دول ترأسها الولايات المتحدة الاميركية ستتولى مهمة مراقبة تنفيذ الاتفاق، على ان ينسحب الجيش الاسرائيلي من الجنوب ويحلّ مكانه الجيش اللبناني في غضون ستين يوماً من اعلان وقف اطلاق النار.
والجدير ذكره ان هذا الاتفاق لن يحتاج إلى تصويت الكنيست لانه لا ينطوي على تنازل عن أراضي ويمكن للكابينيت فقط ان يصادق عليه.
الى ذلك، برز اعتراض وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير على توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار مع لبنان، مؤكداً ان “الاتفاق مع لبنان خطأ كبير وتفويت لفرصة تاريخية لاجتثاث حزب الله”.
في غضون ذلك، تبلّغ لبنان رسمياً اتفاق وقف اطلاق النار، غير ان الصمت يبقى سيّد الموقف حرصاً على انجاح الاتفاق، ولو انّ تفاصيل صغيرة بقيت قيد النقاش الا انها وبحسب المعطيات غير مؤثرة على تفاصيل الاتفاق. هذا ورشحت معلومات عن ان الامانة العامة لمجلس الوزراء بدأت التواصل مع الوزراء لتأمين نصاب جلسة خاصة توافق رسمياً على اتفاق وقف اطلاق النار وبنصاب الثلثين، حيث من المفترض ان يعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الاتفاق يوم غد الاربعاء.
مصادر مقربة من حزب الله، وصفت اتفاق وقف اطلاق النار المتوقع اعلانه بالـ “جدي”، وقالت لـ””: “ايقن العدو الاسرائيلي انه لن يستطيع تحقيق اهدافه، خاصة تلك المتعلقة بتدمير حزب الله”. واضافت: “رغم حجم الدمار الذي خلفه العدوان الاسرائيلي، ورغم الالم الكبير الذي اصاب الجميع جراء موجة الاغتيالات التي قام بها، غير ان المقاومة لا زالت تؤلم العدو بصواريخها، وتمنعه من اجتياح لبنان برياً واكبر مثال على ذلك بلدة “الخيام” والمعارك التي تجري فيها”.
وتلفت المصادر الى ان الاسرائيليين باتوا في مأزق لا سيما بعد صدور مذكرة الاعتقال بحق كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت، وذلك مع ازدياد النقمة على نتنياهو وتمنع العديد من الاسرائيليين عن الانضمام الى الجيش”. واردفت: “الاسرائيليون يريدون مخرجاً يحفظ ماء الوجه بعد الخسائر التي منيوا بها جنوباً، وانزلاق الاوضاع الى حرب شاملة في لبنان سيؤدي الى ما لا تحمد عقباه، فتولت فرنسا اقناع اميركا بوجوب الضغط على نتنياهو لوقف الحرب”.
اذاً، فرض الميدان كلمته واجبر العدو الاسرائيلي، رغم فداحة الخسائر وعظمتها لبنانياً، على الذهاب نحو التفاوض واعتماد الديبلوماسية سبيلاً للحل.
ومع دخول وقف اطلاق النار حيّز التنفيذ هذه الليلة، اي ليل الثلاثاء – الاربعاء، تشخص الانظار نحو الجنوب الذي “سيعمر” من جديد، وترتفع الصلوات عن ارواح الشهداء الذين رووا الارض بدمائهم دفاعاً عن كرامتنا وصوناً لـ”لبناننا”.
The post لبنان VS إسرائيل.. الميدان قال كلمته!.. ديانا غسطين appeared first on .