بينما تتجه الأنظار إلى محادثات وقف إطلاق النار المحتملة في لبنان بوساطة أميركية بين إسرائيل وحزب الله، يبقى الفلسطينيون في غزة بعيدين عن أي هدنة مشابهة، حسبما أفاد محلل إقليمي. في وقت يتأهب فيه المواطنون على جانبي الصراع لتوقيع الاتفاق الذي قد ينهي الأعمال العدائية في لبنان، يبدو أن المعاناة في غزة ستستمر من دون أفق قريب للسلام.إتش إيه هيلير، الصحافي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في لندن، أكد في تصريحات لشبكة CNN أن الاتفاق المبدئي في لبنان "لا يعني شيئًا بالنسبة لغزة". وأوضح هيلير أن احتمالات التوصل إلى اتفاق مماثل في غزة ضئيلة للغاية، مشيرًا إلى غياب المفاوضات الجادة بشأن وقف إطلاق النار في القطاع منذ فترة طويلة.وأضاف هيلير: "المفاوضات الوحيدة التي تهتم بها إسرائيل هي تلك المتعلقة بالرهائن، حيث يبدو أن هذا هو المجال الوحيد الذي تبدي فيه إسرائيل اهتمامًا جادًا". ويُذكر أن أكثر من 44 ألف فلسطيني قد قضوا نحبهم في غزة منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.ورغم النداءات المستمرة من الدول العربية والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن تشريد نحو 2 مليون فلسطيني وتدمير أحياء كاملة، يبقى الوضع الإنساني في القطاع مأساويًا. وتستمر قوات الجيش الاسرائيلي في تنفيذ العمليات العسكرية التي أسفرت عن تدمير واسع للمدن والبنية التحتية.وفي محاولة لتحقيق تقدم في ملف الرهائن، قال مسؤول أميركي لشبكة CNN الأسبوع الماضي إن الاتفاق مع حزب الله قد "يرسل إشارة إلى حماس" بأن إسرائيل وحلفاءها سيبذلون جهودهم لتأمين اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة. وقال المسؤول الأميركي: "إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن لبنان، فهذا قد يسهل الوصول إلى صفقة بشأن الرهائن".ورغم محاولات التهدئة الدولية، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، والذي دعا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة. وأوضح المسؤولون الأميركيون أن القرار لم يرتبط بشكل كافٍ بضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين في القطاع، وهو ما يظل أولوية رئيسية بالنسبة لإسرائيل.