بعد أن وافقت إسرائيل رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في لبنان، صرح الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء بأن الولايات المتحدة ستواصل بذل جهود إضافية لتأمين هدنة في غزة. وقال بايدن في تعليقاته: "الآن حماس أمام خيار عليها أن تتخذه. الطريق الوحيد أمامها هو إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم، بما في ذلك المواطنون الأميركيون، وفي هذه العملية يجب وضع حد للقتال، مما سيسهل زيادة جهود الإغاثة الإنسانية".
وأضاف بايدن: "خلال الأيام المقبلة، ستبذل الولايات المتحدة جهودًا إضافية مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل ودول أخرى لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. مع إطلاق سراح الرهائن ونهاية الحرب، وكذلك إضعاف سلطة حماس، سيكون ذلك ممكنا".
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، وصف بايدن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بأنه "خبر جيد"، معربًا عن أمله في أن تشكل فترة التوقف، التي استمرت لأكثر من 13 شهرا، حافزًا لإنهاء الحرب في غزة أيضًا.
اتفاق مماثل في غزة من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريحاته مساء الثلاثاء أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في لبنان ينبغي أن "يفتح الطريق" نحو اتفاق مماثل في قطاع غزة، بعد المعاناة الهائلة التي يعيشها سكان غزة. وقال ماكرون في رسالة مصورة عبر منصة "إكس": "هذا الاتفاق يُعدّ دليلا على شجاعة سياسية يمكنها أن توفر للجميع في الشرق الأوسط السلام والأمن على المدى الطويل".
عزلة حماس في تطور متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان متلفز إن وقف إطلاق النار مع حزب الله سيسهم في زيادة عزلة حركة حماس في غزة، وسيتيح لإسرائيل تحويل تركيزها نحو التهديد الإيراني. وأضاف أن هذا الاتفاق سيمكن إسرائيل من توجيه مواردها لمواجهة التحديات الاستراتيجية الأخرى.
ويعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دون اتفاق مماثل في غزة ضربة لحركة حماس التي كانت تأمل أن يؤدي تصعيد الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.
جهود الوساطة العربية والدولية حتى الآن، لم تسفر الجهود التي بذلها الوسيطان العربيان، مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، عن تحقيق تقدم ملموس في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. كما أبلغت قطر في وقت سابق من الشهر الجاري حماس وإسرائيل بأنها ستعلق جهودها في الوساطة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن لحين "توافر الجدية اللازمة" من الطرفين لاستئناف المحادثات.
خلفية الصراع في غزة وكانت الحرب قد اندلعت في السابع من تشرين الأول 2023، عندما شنت حركة حماس هجومًا على بلدات إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة إسرائيليًا وأجنبيًا. في المقابل، ردت إسرائيل بحملة قصف واسعة النطاق على غزة، إضافة إلى عمليات برية، ما أسفر عن مقتل 44,249 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.