سلام إلى الأقدام الراسخة في أرض الخيام، هناك معركة لا تشبه أي من المعارك الأخرى، فيها أثبتت المقاومة الإسلامية بالرغم من كل ما تعرضت له من عدوان إسرائيلي وإستهداف لقادتها، إلا أنها لا تزال تمتلك عزيمة القتال في الميدان والتصدي وردع العدو الذي يضغط بشكل مكثف ومستمر في محاولة لإحداث أي خرق في الجدار الجنوبي، آملا التسلل منه الى مساحات أوسع، حيث إكتفى بالدخول خلسة وإلتقاط الصور ومن ثم الهروب منها.
خاض جيش العدو الإسرائيلي إشتباكات عنيفه مع المقاومة وثقتها مقاطع فيديو، سمعت فيها أصوات إستغاثة للجنود الصهاينة ودمرت فيها عشرات دبابات الميركافا وقتل ضباط وجنود بالصواريخ الموجهة التي إستهدفت تجمعاتهم.
ويأتي ذلك، في وقت يؤكد فيه الاعلام الحربي للمقاومة الاسلامية أن مجاهديه يتصدون للقوات الاسرائيلية و يعيقون تقدمه.
ما هو سر مدينة الخيام في الجنوب؟
تسعى إسرائيل لإحتلال الخيام كونها تعتبرها بوابة إستراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع، خلافاً لما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى.
وتعتبر الخيام ذات رمزية خاصة بالنسبة للبنانيين وهي كانت أول منشأة تحررت في 25أيار2000 وهو اليوم الذي يُعرف بإنتصار التحرير، لذلك فهي تشكل تحديا كبيرا للعدو.
وبعد 24 عاماً، ما زالت اسرائيل تسعى لجعل بلدة الخيام مسرحا واضحا لتقدمها الميداني، وفي ظل فشلها في التقدم نحوها، حاول الاحتلال الالتفاف من جوانب البلدة في إتجاه إبل السقي والأطراف المطلة على الخيام، وقد كانت المقاومة في رصد هذا الالتفاف ومواجهته برغم الغطاء الناري للاحتلال.
يعيد العدوان على الخيام إلى الأذهان واحدة من أقسى المعارك خلال عدوان 2006 فيما عرفت بمجزرة الدبابات أو هي تلك “المعركة الكبرى ضمن الحرب الطويلة”، كما أطلق عليها أحد جنود الإحتلال في شهادة نشرتها صحيفة “هٱرتس” وقتها، وهي التي وقعت فيها مجزرة الدبابات في اليوم 32 من عدوان 2006 في منطقة وادي الحجير جنوب لبنان، بعد عجز الإحتلال عن تحقيق أي إختراق، حينها قلب وادي الحجير السحر على الساحر وتحولت المعركة التي ظنها العدو ستحقق له إنجازاً، يعوض فيها عجزه و إخفاق عدوانه في القضاء على المقاومة الى ذكرى إنكساره، وها هو اليوم يعيد فشله في الخيام التي عاش فيها أياما عصيبة وشهد صمودا أسطوريا للمقاومة.
كل هذا رافقه مشهدية نفذتها المقاومة الاسلامية بأكثر من 50 عملية ضد المستوطنات الإسرائيلية و قواعدها العسكرية وصولاً الى تل أبيب بعمق أكثر من 150 كيلو مترا في الداخل الاسرائيلي يوم الأحد الفائت الذي قلب كل المعادلات.
ختاماً، كانت بلدة الخيام وما زالت رمز الصمود و عنوان التحدي والاراده التي تهزم الغزاة وتبقي الأرض والهوية عنوانا للمقاومة والانتصار.
The post من الخيام إلى وادي الحجير.. قصة مقاومة وصمود!.. سمية موسى appeared first on .