عقّب المحلل السياسي والمعلق روني شاتاه على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مشيرًا إلى أن لبنان لا يزال في قلب المعركة الإقليمية ولم يتم تحييده كما كان يُأمل. وقال شاتاه في مقابلة مع قناة "CNN"، إن الوضع في لبنان، الذي يعاني من الانهيار المالي الأكبر في التاريخ الحديث، ومن آثار انفجار مرفأ بيروت الذي وقع قبل أربع سنوات، بالإضافة إلى الشلل السياسي المستمر، لا يتيح له الاستقرار بعيدًا عن التداعيات العسكرية.وأشار شاتاه إلى أن القرار 1701 الذي تم التوصل إليه بعد حرب 2006 كان يهدف إلى تحييد لبنان عن ساحة المعركة الإقليمية، لكن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن. وأضاف أن لبنان لم يستعد سلطته بالكامل، وما يزال يعاني من تدفق الأسلحة عبر حدوده، خصوصًا من سوريا، وهو ما لم يتم معالجته بشكل كامل.وأوضح شاتاه أن لبنان خاض العديد من الحروب مع إسرائيل في الماضي، وذكر حصار بيروت عام 1982 الذي فرضته إسرائيل بهدف إخراج منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن الهدف لم يكن تدمير المنظمة، بل تحييدها. وفي حديثه عن الوضع الحالي، اعتبر أن لبنان لم يتم تحييده بعد، بل لا يزال ساحة معركة إقليمية.وأكد شاتاه أن حزب الله، الذي ظل القوة شبه العسكرية الكبرى في لبنان رغم الخسائر، هو دليل على فشل محاولات تحييد لبنان عن النزاع الإقليمي، مشددًا على أن جوهر قرار 1701 كان الحياد الكامل للبنان لضمان بقائه على قيد الحياة في الصراع العربي الإسرائيلي الطويل الأمد.وقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة فجراً بتوقيت بيروت يوم الأربعاء، ليضع حدًا للتصعيد العسكري الذي شهدته الحدود بين الجانبين.