دخلت اتفاقية الهدنة حيز الاختبار الميداني لمدة شهرين، ومنذ الأمس ولغاية اليوم الخميس سُجلت خروقات إسرائيلية، بعدما تعرضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل لقصف مدفعي إسرائيلي. أمّا التطور الأخطر فكان استهداف إسرائيلي مباشر لسيارة في بلدة مركبا، أدى إلى جرح شخصين. وتعليقاً على الحادثة، زعمت اذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ "مسيرة تابعة لسلاح الجو قصفت سيارة في قرية مركبا جنوب لبنان لإبعادها عن منطقة الحظر".
توازياً، يستكمل الجيش اللبناني إعادة إنتشاره في الجنوب، بينما يعقد مجلس النواب اليوم جلسة تشريعية وعلى جدول اعماله بند التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون وقادة الأجهزة الأمنية. وفي بداية الجلسة أعلن رئيس المجلس نبيه بري أنّ جلسة في 9 كانون الثاني 2025 ستعقد لانتخاب رئيس للجمهورية. بالتزامن مع الحراك السياسي المرتبط بمرحلة ما بعد الحرب وانتخاب رئيس للجمهورية، يبدأ اليوم الوسيط الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لقاءاته في بيروت اليوم، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
الوضع الميدانيومع دخول الاعلان عن وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل اليوم الثاني، وجّه المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تهديدًا إلى سكّان لبنان، قائلًا: "حتّى إشعار آخر، يُحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خطّ القرى التّالية ومحيطها وأيضًا داخل القرى نفسها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر؛ والمنصوري". تهديد جديد للبنان، بعدما جاء في البيان الإسرائيلي أنّه "يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخطّ جنوبًا، حتّى إشعار آخر"، زاعمًا أنّ "كلّ من ينتقل جنوب هذا الخطّ، يعرّض نفسه للخطر".
واستمرت الخروقات الإسرائيلية على القرى الجنوبية، وأطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة على بلدة الوزاني، وبالتوازي حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل. وأُفيد عن سماع صوت إنفجار في كفرشوبا وانباء عن تموضع دبابات للعدو الإسرائيلي مقابل البلدة، فيما سُمعت أصوات اطلاق نار مستمرة منذ الفجر في مارون الراس، وفي مناطق أخرى بجوار عيترون محيط المالكية.
كما أفادت معلومات أنّ قوات من الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على الأهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على اطراف مدينة بنت جبيل، وكذلك أطلقت 5 قذائف مدفعية قرب بوابة فاطمة في بلدة كفركلا لترهيب مواطنين حاولوا الدخول إلى البلدة.بيان بلدية الخياممن جهتها، أعلنت بلدية الخيام في بيان أنّها تتمنى على الأهالي "انتظار بيان من السلطات المعنية تسمح فيه بالدخول الى الخيام، وهذا الأمر يرتبط بآلية الإجراءات لدخول الجيش اللبناني، بعد انسحاب العدو من بعض الشوارع والنقاط التي ما زال متمركزاً فيها"، طالبة "إفساح المجال للجهات المعنية، للمسح الشامل، لرفع القنابل والصواريخ غير المتفجرة، وللتأكد من عدم وجود أماكن مفخخة، وكل ذلك حفاظاً على سلامة العائدين الى منازلهم".انتشار الجيشوكان الجيش قد باشر تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل". وعن آلية التنفيذ والخطة التي يقدمها الجيش وما يتم تداوله، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيان تحدث فيه عن "عمد بعض وسائل الاعلام الى نشر اخبار مختلقة او مجتزأة عن مداولات جلسة مجلس الوزراء بالامس، إما بحثا عن "سبق صحافي"أو بهدف الاساءة الى الجيش".
وجاء في البيان: "إن جلسة مجلس الوزراء بالامس شهدت مناقشات بناءة ومثمرة ، وعرض قائد الجيش العماد جوزيف عون بوضوح ودقة، عناوين الخطة المكتملة التي ينوي الجيش تطبيقها لتعزيز انتشاره في الجنوب بموجب القرار الدولي الرقم 1701 ، وتم الاتفاق على رفع الخطة الى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المُباشرة بتنفيذها لاستكمال بسط سلطة الدولة على اراضيها كافة". وعبر البيان عن ثقة الحكومة "بالجيش وبدوره الوطني الجامع، وبالحكمة التي تتعاطى بها قيادته في هذه الظروف الصعبة صوناً للمؤسسة العسكرية ودورها، ولابعادها عن التجاذب السياسي".جولة لودريانعلى صعيد متصل، بدأ الوسيط الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان زياراته في بيروت، ومن المرتقب أن يجتمع مع الرئيسين بري وميقاتي في الساعات المقبلة لبناء توافق على الخيار الرئاسي. وبدأ لقاءاته في قصر الصنوبر، واستهلها بلقاء مع كتلة تجدد ونواب معارضين.