""عمدت جهات معنية إلى تسريب معلومات "مشوهة" عبر إحدى وسائل الإعلام، تحدثت عن حصول تلاسن بين وزراء الثنائي الشيعي وقائد الجيش الذي حضر الجلسة بناءً على طلب الحكومة لعرض الخطة العسكرية والوضع على الأرض. إلا أن مصادر أكدت لـ"" أن هذا الأمر عارٍ عن الصحة تماماً.وفيما تستغرب المصادر إثارة هذا الموضوع المختلق، تلمح إلى قائد الجيش، معتبرة أن هذه المحاولة تهدف إلى إثارة مشكلة قبيل التمديد له في جلسة اليوم، للضغط على نواب الثنائي من أجل التصويت لصالحه، ولضمان ألا يتم التمديد بأقل عدد من الأصوات. تأتي هذه المحاولة بعد أن أشارت المعطيات إلى أن سيناريو التمديد لن يحصل على الأكثرية المنشودة من الأصوات، وفق خطة وضعها رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي فرضت عليه الظروف الأمنية والضغوطات الخارجية المضي قدماً بالتمديد لقائد الجيش. فكانت هذه الخطوة جزءاً من حرب إعلامية استباقية من جهات مقربة من القيادة للضغط في هذا الاتجاه.وأكد مصدر وزاري لـ"" أنه لم يحصل أي تلاسن أو مشادة كلامية بين وزراء الثنائي وبين زملائهم، وأن الجلسة كانت هادئة. ولفت المصدر إلى أن النقاشات كانت هادئة ومهذبة، خصوصاً من وزير العمل المحسوب على حزب الله، مصطفى بيرم، الذي شدد على أهمية دور الجيش في المرحلة السابقة والمقبلة، مؤكداً عدم حصول أي خلاف داخل الجلسة.وأوضح المصدر أن الحكومة استقبلت قائد الجيش في مستهل الجلسة، حيث طلب الوزراء منه تقديم عرض عن الوضع الميداني والخطة العسكرية. وبعد إنهاء العرض والإجابة على استفسارات الوزراء، غادر الجلسة دون أي إشكال. وناقش الوزراء الملفات السياسية المطروحة بهدوء تام.ونفى المصدر الادعاءات التي تحدثت عن طلب مغادرة قائد الجيش دون مبرر، مشيراً إلى أن مشاركة المعنيين في الجلسات تتم بشكل طبيعي للاستماع إلى معطياتهم قبل مغادرتهم، حيث تبقى المداولات الأخرى سرية ولا يشارك فيها سوى الوزراء.وفي رد على وسائل الإعلام التي وصفت تصرفات وزيري الثنائي بالفوقية، أكد مصدر من الثنائي أن علاقة هؤلاء الوزراء بالجيش "أكثر من ممتازة"، مشيراً إلى أن الجهات التي سربت الأخبار هي من تمارس "الفوقية" بتعليمات من مشغليها. وشدد المصدر على أن علاقة الوزراء بزملائهم تتسم بالود والتفاهم.وأضافت مصادر الثنائي الشيعي: "ما العمل مع من لا يعرفون سوى رش المرارة على أيام الوطن، باختلاق الأخبار ودس التلفيقات؟”. وأكدت المصادر أن ما نشر عن تلاسن مزعوم عارٍ من الصحة تماماً. وتابعت: "نقاشات مجلس الوزراء كانت على أعلى مستوى من الوحدة والتفاهم، وازدانت بالفرح بالإنجازات الوطنية التي تحققت على الأرض، خصوصاً صد العدوان الإسرائيلي وعودة اللبنانيين إلى بلداتهم وقراهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. كل ذلك في ضوء اتفاق وقف إطلاق النار الذي ما كان ليرى النور لولا مقاومة الثنائي الوطني والمواقف المشرفة للحكومة والجيش".بدوره، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بياناً نفى فيه الأخبار المتداولة. وجاء في البيان:"عمدت بعض وسائل الإعلام إلى نشر أخبار مختلقة أو مجتزأة عن مداولات جلسة مجلس الوزراء، إما بحثاً عن سبق صحافي أو بهدف الإساءة إلى الجيش. إن جلسة مجلس الوزراء شهدت مناقشات بناءة ومثمرة، حيث عرض قائد الجيش العماد جوزيف عون الخطة العسكرية التي ينوي الجيش تنفيذها لتعزيز انتشاره في الجنوب بموجب القرار الدولي رقم 1701. وتم الاتفاق على رفع الخطة إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المباشرة بتنفيذها.عبّر مجلس الوزراء عن ثقته بالجيش ودوره الوطني الجامع، وبالحكمة التي تتعامل بها قيادته في هذه الظروف، حفاظاً على المؤسسة العسكرية وصوناً لدورها، بعيداً عن التجاذبات السياسية".وفي خطوة لاحقة، حذفت وسيلة الإعلام التي نشرت الخبر المزيف محتواه عن صفحتها الرئيسية.