""يقرأ الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، في الأحداث المفاجئة التي بدأت من الشمال السوري من حلب وامتدت إلى مناطق سورية أخرى كإدلب وحماة، ترجمةً لوضع جديد في المنطقة، وتمهيد لتغييرات على صعيد نشوء كيانات جديدة من خارج سوريا "المفيدة" التي كان اكتفى النظام السوري بها خلال السنوات الماضية.ويحدد العميد ملاعب في حديثٍ لـ""، أسباب انهيار وحدات الجيش السوري في حلب، والتي يأتي في مقدمها "ترهل" هذا الجيش والظروف المادية الصعبة التي يواجهها نتيجة الأزمة الإقتصادية، وتدني مستوى المعيشة في كل سوريا، حيث أن المجنّد في الجيش السوري يخدم في الجيش خوفاً من السجن فقط، بالإضافةً إلى التطورات الأخيرة المتمثلة بانسحاب القوى اللبنانية والإيرانية والعراقية التي كانت تسانده في الأشهر الماضية.إلاّ أن اللافت في هجوم الفصائل السورية المعارضة في حلب، يوضح ملاعب، أنه بدأ بالمسيرات ثم بالصواريخ لاجتياز خطوط الدفاع الأولى مستخدمين صواريخ "ستينغر"، فدمروا الكثير من الآليات والدبابات، حيث أن الفصائل بدأت هجومها في لحظةٍ انسحاب القوة الكبيرة التي كانت تساعد الجيش السوري في الدفاع عن حلب، والتي تأتمر من الحرس الثوري الإيراني من زينبيين وفاطميين ومن "حزب الله"، حيث أن الحرب في جنوب لبنان قد دفعت باتجاه سحب قوى من الحزب إلى لبنان، وهو ما استغلته الفصائل المهاجمة المدعومة من تركيا.واللافت، كما يشير ملاعب، هو أن عناصر هذه الفصائل هم نازحون من المنطقة التي هاجموها، وقد عادوا مسلحين ومدربين ومجهزين، وهم يملكون هدفاً كبيراً هو العودة إلى مناطقهم، علماً أنهم لم يواجهوا أي مقاومة، ولذلك فهم يمتلكون القدرة على البقاء حيث دخلوا لأنهم دخلوا إلى مناطقهم التي سبق وأن تمّ تهجيرهم منها، خصوصاً وأنهم دخلوا 12 قرية من دون إطلاق نار.وبالتالي، يعتبر ملاعب أن عدم استجابة الحكم في سوريا لأكثر من طلب تركي، بأن يُصار إلى تسوية تؤمن إعادة أكثر من مليوني مهجر سوري من حلب، حيث أن النظام لم يهتم بمعالجة طلب عودة أبناء هذه المنطقة، ولذلك بادروا إلى العودة بقوة إلى منطقتهم.