شهدت الأيام القليلة الماضية تطورًا مفاجئًا في الحرب السورية، حيث أعلنت "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة أخرى عن استيلائها على مناطق واسعة من محافظة حلب وريف إدلب.
وما جعل هذا الهجوم أكثر إثارة هو السيطرة على مطار حلب الدولي، وهو إنجاز عسكري غير مسبوق منذ بداية النزاع السوري في عام 2011.
وأكد المتحدث باسم "قيادة التحالف العسكري المعارض في سوريا"، حسن عبدالغني، في منشورٍ له عبر منصة "إكس"، أن "وحداتنا سيطرت على مطار حلب الدولي" الواقع شرق المدينة مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه السيطرة تمت في وقت حساس، حيث كان المطار يُعتبر ثاني أكبر مطار في سوريا بعد مطار دمشق الدولي.
ويعد مطار حلب الدولي، الذي يقع في منطقة النيرب على بعد 10 كيلومترات من وسط المدينة، نقطة استراتيجية مهمة في شبكة النقل الجوي السورية. تم افتتاحه في الخمسينيات، وكان يعد مركزًا رئيسيًا للنقل الجوي في البلاد، حيث يربط حلب، التي تعرف بأنها العاصمة الاقتصادية لسوريا، بعدد من الوجهات الداخلية والدولية.
كان المطار يحتوي على مدرج واحد رئيسي لاستقبال الرحلات الجوية الداخلية والخارجية.
وتتجاوز مساحة أرض المطار ثلاثة كيلومترات مربعة، وقد شهد العديد من التحديثات منذ تأسيسه وحتى ما قبل اندلاع الحرب في 2011. لذلك، فإن السيطرة عليه من قبل الفصائل المسلحة تمثل إنجازًا عسكريًا كبيرًا، لم يتحقق رغم سنوات الحرب الطويلة.
إلى جانب السيطرة على المطار، أعلنت الفصائل المسلحة أنها استولت على أجزاء كبيرة من مدينة حلب، بما في ذلك 25 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وهي منطقة تمتد على نحو 400 كيلومتر مربع.
كما أفادت "هيئة تحرير الشام" أنها تمكنت من السيطرة على عدة مناطق في ريف حماة، وأنها توسع دائرة سيطرتها في ريف حماة الشمالي وريف إدلب بعد السيطرة على حلب.
هذه التطورات العسكرية تفتح الباب لمرحلة جديدة من التوترات في الحرب السورية، خاصة مع تزايد السيطرة الإقليمية للفصائل المعارضة في شمال البلاد.