هي مهلة ستين يوماً لإنفاذ الإتفاق والإنسحاب الإسرائيلي، لكن حتى ذلك الحين، تبقى الأعصاب مشدودة والقلق مشروعاً، نظراً حجم الخروقات الإسرائيلية براً وبحراً وجواً. ومن الواضح أن بنيامين نتنياهو لا يريد عودة هانئة للجنوبيين في الوقت الذي يبقى فيه مستوطنو الشمال مهجرين من مناطقهم، فعمد إلى الإستفزاز مجدداً واستئناف عمليات الجرف والقتل التي لا توفر عناصر الأجهزة الرسمية العسكرية والأمنية.
وإزاء استمرار الإنتهاكات، وجّه حزب الله رسالة رد مدروس في مزارع شبعا ختمه بعبارة "وقد أعذرَ من أنذر"، ما أثار العنف الإسرائيلي مجدداً والذي تُرجم في غارات عنيفة في الجنوب وصولاً إلى جزين ومداخل البقاع الغربي، في الوقت الذي كان فيه رموز المتطرفين في الحكومة يطالبون بتصعيد الردود والضرب في العمق اللبناني مجدداً.
استئناف الغارات كان سبقه موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري أشار فيه إلى ما وصفه ب"الخروقات الفاضحة" يومياً، متوجهاً إلى اللجنة الفنية التي أُلفت لمراقبة تنفيذ الإتفاق بالسؤال:"أين هي من هذه الخروقات"؟
في هذا الوقت، واصل رئيس لجنة المراقبة الضابط الأميركي غاسبر جيفريز جولاته على المسؤولين، فالتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي شدد على الإلتزام الكامل بوقف النار.
تزامناً، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبحث الوضع في لبنان وسوريا وملفات مشتركة، على وقع التصعيد من جنوب لبنان إلى حلب.
أما في سوريا، فتواصلت المعارك التي اشتدت على محور قرى ريف حماة، حيث صد الجيش السوري سلسلة هجمات للجماعات المسلحة، في الوقت الذي تواصلت فيه الغارات الجوية الروسية – السورية. اما على المستوى السياسي فقد لفت الإتصال بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان والذي خلصَ إلى تأكيد التمسك بوحدة سوريا وسيادتها.