في تحليل لافت، وصف خبير في لغة الجسد المواجهة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها "معركة تلفزيونية بين نجمين محترفين في الأداء الإعلامي". وأشار الخبير إلى أن كلا الزعيمين يعرف تمامًا كيفية استخدام التلفزيون لصالحه، مما جعل المشهد يبدو أقرب إلى "حلقة درامية من مسلسل سياسي".
وفي مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، لاحظ الخبير باول بوروس أن الزعيمين جلسا بوضعية متشابهة، حيث كانت أيديهما متشابكة بنفس الطريقة، وهو ما يعرف بأسلوب "المرآة". وهذه التقنية لا واعية تشير إلى وجود تواصل أو انسجام بين الطرفين. ومع ذلك، أضاف بوروس أن زيلينسكي ربما استخدم هذه التقنية كحركة قوة لمجاراة ترامب، محاولة منه لتجنب الظهور بموقف الطرف الأضعف، على خلاف ما فعله زعيم بريطاني آخر، كير ستارمر، الذي ظهر أقل ثقة في مواجهته مع ترامب.
مع تصاعد النقاش، تحولت المواجهة إلى "معركة صوتية"، حيث اعتمد ترامب على استراتيجية الصوت المرتفع لإثبات السيطرة. وكان هذا الأسلوب مألوفًا من ترامب، الذي استخدم إيماءات ضخمة ولغة جسد مسيطرة لتعزيز حضوره القوي. في المقابل، جاء رد زيلينسكي مختلفًا تمامًا، إذ أظهر حماسا حقيقيا، واستخدم يديه بكثافة، وانحنى للأمام في محاولة لمنع ترامب من الهيمنة على النقاش.
وأشار الخبير إلى أن أحد التفاصيل اللافتة خلال الاشتباك اللفظي هو أن كلا الزعيمين تجنبا النظر مباشرة في عيون بعضهما البعض، وهي استراتيجية نفسية تستخدم في المواجهات الحادة للحفاظ على السيطرة العاطفية وتجنب منح الطرف الآخر ميزة نفسية. وهذا على عكس ما فعله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مواجهة سابقة مع ترامب، حيث أظهر اتصالًا بصريًا مباشرًا، مما جعل التفاعل بينهما يبدو كصراع قوة واضح.
وفي النهاية، لم يكن هناك "فائز" في لغة الجسد، حيث رأى الخبير أن زيلينسكي تمكن من الصمود أمام أسلوب ترامب الصاخب، مما منحه قوة في المشهد، لكنه لم يسيطر بالكامل على المواجهة. وبينما استخدم ترامب تكتيكاته المعتادة للظهور بمظهر الزعيم المسيطر، لم يتمكن من إخضاع زيلينسكي تمامًا، مما يجعل المعركة متعادلة من حيث لغة الجسد.
تأتي هذه المواجهة في وقت حساس على الساحة السياسية العالمية، خاصة مع تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية. وقد تمثل المواجهات الإعلامية بين الزعماء في هذه السياقات فرصة لهم لعرض قوتهم وصلابتهم أمام الجمهور العالمي، خصوصًا أن الرئيس ترامب لا يتردد في استخدام أساليب غير تقليدية في النقاشات السياسية، بينما يبدي زيلينسكي قدرة على التكيف في مواقف حساسة.