يأمل آخر من تبقى من أفراد الطائفة الموسوية (اليهودية) في سوريا في لمّ شملهم مع عائلاتهم في العاصمة دمشق بعد سنوات من الشتات، وذلك في ظل الظروف التي فرضتها سنوات من القمع والتشدد في عهد نظام البعث، الذي أدّى إلى مغادرة معظم أفراد الطائفة سوريا بداية التسعينيات.
إذ يقدر عدد اليهود في سوريا في الوقت الحالي بحوالي 10 أفراد فقط، يعيش معظمهم في أحياء دمشق القديمة. ومن بينهم، بحور شمطوب، زعيم الطائفة الموسوية في سوريا، الذي تطرق إلى ظروفهم الصعبة تحت حكم النظام السابق، مشيرًا إلى القيود التي فُرضت عليهم خلال حكم حافظ الأسد. وأضاف أن جميع أفراد عائلته غادروا سوريا في عام 1992، في حين بقي هو في دمشق، حيث يعتبرها وطنه رغم التحديات.
في حديثه، أكد شمطوب على انتمائه الوطني لسوريا ورفضه أي نوع من الاحتلال الإسرائيلي لأراضي بلاده، وأوضح أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في توغله الأخير في الأراضي السورية، لا تمثل اليهود السوريين الذين يعتبرون أنفسهم سوريين بالدرجة الأولى.
وفي لقاء مع التاجر اليهودي الدمشقي سليم دبدوب، الذي يعيل عائلته من متجر للتحف في سوق الحميدية، قال: "إن معظم اليهود السوريين الذين هاجروا في عام 1992 يتطلعون اليوم لزيارة سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وعودة الكثير منهم إلى وطنهم واستعادة ذكرياتهم".
وأضاف دبدوب: "في الماضي، كنا نشعر بالخوف بسبب المراقبة الأمنية، ولكن الأمور تحسنت بعد سقوط النظام، ولم يعد هناك خوف".
كما أعرب دبدوب عن أمله في إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية في سوريا، وهو أمر كان شبه مستحيل خلال سنوات النظام البعثي.
من جهة أخرى، أكد شمطوب ودبدوب أن العائلات اليهودية في الخارج، رغم مغادرتها سوريا منذ سنوات طويلة، تظل شديدة الارتباط بالوطن الأم، وتتطلع إلى العودة في المستقبل. ورغم التحديات الحالية، إلا أن الكثير من اليهود السوريين يعتبرون سوريا وطنهم الأم، ويأملون أن تتحسن الأوضاع لتسهيل زياراتهم إلى دمشق.
ويُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري منذ عام 1967 واستغلال الظروف الراهنة بعد سقوط نظام الأسد قد فاقم من تعقيد الوضع في المنطقة. إلا أن اليهود السوريين يواصلون تمسكهم بجذورهم السورية، ويأملون في تحقيق سلام دائم واستعادة حقوقهم، في وقت يبدو فيه التوتر في المنطقة واضحًا.