في الوقت الذي كنت اتابع فيه، زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى السعودية والاستقبال اللافت الذي حظي به وصولاً الى البيان المشترك الذي اكد على أهمية بسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، وضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل أراضي لبنان، زارني احد اقربائي متابعاً معي بعض المشاهد من دون اي تعليق على الزيارة، وعندما سألته عن رأيه أجاب: زيارة مهمة لكنها اعادتني بالذاكرة الى زيارتين تاريخيتين عصيّتين على النسيان الاولى عام ١٩٧١ للملك فيصل بن عبد العزيز الى لبنان والثانية عام ١٩٧٣ للرئيس سليمان فرنجيه الى السعودية.


قريبي لويس المعراوي ذو الذاكرة الحادقة لأدق التفاصيل والذي كان مقرباً جداً جداً من الرئيس فرنجيه يؤكد في حديث ل ان العلاقة بين الرئيس اللبناني سليمان فرنجيه والملك السعودي فيصل بن عبد العزيز كانت ودية وقوية، وقد تميزت بتفاهم سياسي كبير، خاصة فيما يتعلق بالقضايا العربية والإقليمية.


ولفت الى أن زيارة الملك فيصل الى لبنان كانت تاريخية وشهدت حفاوة إستقبال لافتة وكان من بين مظاهر الترحيب تسجيل أغنيتين خاصتين بالمناسبة، تعبيرًا عن عمق العلاقات بين لبنان والسعودية.


ويلفت المعراوي الى ان الأغنية الأولى عنوانها “أهلاً وسهلاً بالملك فيصل” وهي من كلمات وألحان الأخوين رحباني وغناء السيدة فيروز وتحمل في طياتها رسالة تقدير لدور الملك فيصل في دعم القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية.


ويضيف ان الأغنية الثانية حملت عنوان “يا فيصل جينا نهني” وقد غناها الفنان الكبير وديع الصافي وهي مليئة بالروح الوطنية والعروبية، وأظهرت الاحترام العميق للملك فيصل وركزت على دور السعودية الداعم للبنان.


ويتابع المعراوي ذكرياته شارحاً ان زيارة الرئيس فرنجيه الى السعودية كانت ايضاً تاريخية لجهة حفاوة الإستقبال الودي والرائع وتتوجت الى جانب اللقاءات والاحتفالات بلفتة للملك فيصل تجاه الرئيس فرنجيه حيث حمل السيف وشارك في العرضة التراثية السعودية ترحيباً وتقديراً.


واذ يؤكد المعراوي على عمق العلاقة التي جمعت الملك بالرئيس يلفت الى انه يذكر ان زيارة العاهل السعودي الى لبنان كانت محددة بثلاثة ايام الا انه مدد إقامته ليوم رابع امتناناً للإستقبال المميز والترحيب السياسي والشعبي.


يمكن بالإمكان اليوم القول ان العلاقات اللبنانية السعودية باتت على طريق اعادة الزمن الجميل حيث كانت بين الأهم في المنطقة العربية وكان للسعودية مساهمات في مبادرات المصالحة خلال الأزمات ومن أبرزها اتفاق الطائف عام 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية.




http://safiralchamal.com/wp-content/uploads/2025/03/VID-20250306-WA0003.mp4

Related Posts

  1. "الاقتصاد" تكثّف الرقابة في رمضان..
  2. الانتخابات البلدية.. هل ينجح العهد في إنجازها !.. ديانا غسطين
  3. جامع الامام الأوزاعي.. الأثر العباسي الوحيد في بيروت
  4. طرابلس تستقبل رمضان بحركة أسواق نشطة وحسابات دقيقة!.. صبحية دريعي




The post العلاقات اللبنانية السعودية على طريق الزمن الجميل!.. حسناء سعادة appeared first on .