كشفت صحيفة "بوليتيكو" في تقريرها، اليوم الخميس، عن محادثات سرية أجراها أعضاء بارزون في فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع عدد من المعارضين السياسيين للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أوكرانيا.
ووفقًا للمصادر التي نقلت عنها الصحيفة، تم التواصل مع رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، زعيمة حزب "باتكيفشينا" يوليا تيموشينكو، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في حزب "التضامن الأوروبي" الذي كان يقوده الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو.
وأضافت الصحيفة أن هذه المحادثات ركزت بشكل خاص على إمكانية إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا في وقت قريب. ورغم أن ولاية زيلينسكي قد انتهت في أيار الماضي، إلا أن الانتخابات لم تُجرَ بسبب حالة الأحكام العرفية المفروضة في البلاد، وهو ما يمنع تنظيم الانتخابات طبقًا للدستور الأوكراني. وقد أبدى بعض المعارضين فكرة إجراء الانتخابات في الوقت الراهن قلقهم من أن هذا قد يؤدي إلى فوضى ويصب في مصلحة روسيا، خصوصًا بالنظر إلى أن العديد من الناخبين المحتملين إما يقيمون في مناطق النزاع أو يعيشون كلاجئين في الخارج.
ووفقًا لما ذكرته "بوليتيكو"، فإن فريق ترامب كان واثقًا من أن زيلينسكي سيخسر أي انتخابات مستقبلية بسبب الإرهاق الناتج عن الحرب والاحباط الشعبي بسبب تفشي الفساد.
وعلى الرغم من إعلان تيموشينكو وبوروشينكو معارضتهما لإجراء الانتخابات قبل انتهاء القتال، فإن المقربين منهم يتواصلون مع محيط ترامب ويعرضون أنفسهم كأشخاص يمكن التفاهم معهم بسهولة ويمكنهم الموافقة على العديد من القضايا التي يرفضها زيلينسكي، حسبما صرح خبير أميركي في شؤون السياسة الخارجية من الحزب الجمهوري.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن مسؤولين في إدارة ترامب كانوا قد اعتبروا أنه يجب على زيلينسكي التنحي إذا لم يلتزم تمامًا بالخطة الأميركية لإنهاء النزاع بسرعة، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات كبيرة من أوكرانيا. وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن زيلينسكي "لن يبقى طويلاً" إذا لم يتم إحراز تقدم في صفقة سلام ترضيه. من جانبه، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، إلى أن واشنطن بحاجة إلى "قائد يمكنه التعامل معنا، وفي النهاية التعامل مع الروس، وإنهاء هذه الحرب".
وفي سياق متصل، كان قد التقى ترامب مع زيلينسكي في البيت الأبيض في 28 شباط، وكان من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقية بشأن المعادن الأرضية النادرة، لكن اللقاء شهد مشادة كلامية بين الطرفين، مما دفع ترامب إلى طرد زيلينسكي من البيت الأبيض، وفشلت الصفقة. كما أشار ترامب إلى أن زيلينسكي غير مستعد للسلام وأنه أظهر "عدم احترام" تجاه الولايات المتحدة.
من جانبه، أعرب الكرملين عن اعتقاده بأن تصريحات زيلينسكي في البيت الأبيض تؤكد صحة موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يرى أن "انفتاح موسكو على التسوية يصطدم بعدم رغبة كييف في التوصل إلى اتفاق".