أجرى رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي إيال زامير، سلسلة تعيينات واسعة في الجيش، خلال أقل من 24 ساعة على توليه منصبه الجديد. كما شكّل طاقم خبراء لإعادة النظر في التحقيقات التي أجراها الجيش حول إخفاقات 7 تشرين الأول/أكتوبر، ونشرت نتائجها الأسبوع الماضي.
التعيينات
وشملت التعيينات التي أجراها زامير، قيادات بارزة في هيئة الأركان ووحدات قتالية رئيسية في الجيش، وتمت بعد موافقة وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وتضمّنت أكبر جولة ترقيات، وتعيين نحو 60 ضابطاً برتب عميد وعقيد في مناصب مختلفة، وهي تعيينات كانت مجمّدة سابقاً بسبب معارضة كاتس لها خلال فترة رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي، حيث لم يتمكن الأخير من تنفيذها، في ظل التوتر بين القيادتين السياسية والعسكرية. لكن زامير، عقد بعد ساعات قليلة من توليه المنصب، اجتماعاً مساء أمس الأربعاء، لإقرار هذه التعيينات الموسّعة، والتي شملت مناصب رئيسية في الجيش، مثل قادة ألوية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ورؤساء أقسام في هيئة الأركان العامة، إضافة إلى تعيين ملحقين عسكريين في واشنطن وبكين، وضباط كبار في الشرطة العسكرية.
وصادق وزير الأمن على توصية رئيس الأركان بتعيين اللواء يانيف عاسور قائداً للمنطقة الجنوبية، ومن المقرر أن يتولى منصبه الأسبوع المقبل، كما تمت ترقية العميد إيتسيك كوهين إلى رتبة لواء وتعيينه رئيساً لشعبة العمليات، حيث سيباشر مهامه خلال الأشهر المقبلة.
وإحدى أكثر التعيينات إثارة للجدل، كانت إعادة تعيين العقيد (أ) الذي كان قائداً لوحدة الهندسة في القيادة الجنوبية، قائدا للوحدة القتالية الخاصة "يهلوم"، وهو قرار كان قد ألغاه كاتس سابقاً بعد أن أقرّه هليفي. لكن زامير أعاد تثبيت القرار بموافقة وزير الأمن.
كما تم تعيين العقيد أيوب كيّوف، الذي شغل منصب قائد لواء جنين، رئيساً لدائرة العمليات في شعبة العمليات التابعة لهيئة الأركان، فيما تمت ترقية المقدم متان فيلدمان، الذي كان رئيساً لمكتب رئيس الأركان السابق، ليشغل منصب قائد لواء جنين.
وضمن إطار التغييرات، تم تعيين ضابطين من أبرز قادة ألوية المشاة خلال الحرب ملحقين عسكريين في واشنطن وبكين، فيما تم تعيين المقدم يوفال مزوز، الذي قاد الكتيبة 13 في لواء "غولاني"، قائداً للواء الشرقي على الحدود اللبنانية (769).
كذلك تم تعيين المقدم عمري مشياح قائداً للواء الشمالي في فرقة غزة، بعد أن كان مسؤول العمليات في الفرقة 162، التي نفذت عمليات واسعة في القطاع خلال الحرب، وفي سلاح المدفعية، فيما تم تعيين المقدم إفرات كيكوف قائدة للواء المدفعية 213، لتصبح ثاني امرأة تتولى قيادة لواء مدفعي في الجيش الإسرائيلي.
وشملت التعيينات ترقية العقيد يوفال يامين إلى رتبة عميد وتعيينه رئيساً للشرطة العسكرية. وتعيين العميد إيهود تسور، في منصب القائد المسؤول عن المنطقة الوسطى (المسؤولة عن منطقة الضفة الغربية المحتلة) في قيادة التدريب والتأهيل التابعة للجيش الإسرائيلي.
وتم تعيين العقيد غلعاد شريكي قائداً للواء الأغوار (اللواء 417)، فيما عُين العقيد ناتانئيل لسري رئيساً لشعبة التخطيط في سلاح البر، فيما تولى العقيد معوز سالومون منصب رئيس دائرة التخطيط في شعبة "التخطيط وبناء القوة متعددة الأذرع".
وعلّق وزير الأمن إسرائيل كاتس على هذه التعيينات خلال مكالمة هاتفية مع اللواء يانيف عاسور والعميد إيتسيك كوهين، وقال إن القيادة السياسية "تثق بكم لقيادة هذا الجيل نحو نصر حاسم على جميع الجبهات وضد كل الأعداء".
إخفاق الجيش
وفي أول مرسوم يومي يصدره كرئيس للأركان، قال زامير في رسالة إلى جنوده، إن الجيش الإسرائيلي يخوض "حرباً طويلة وشاقة". وأضاف أن "تحقيق النصر الحاسم على الأعداء ضرورة"، متحدّثاً عن إخفاق الجيش في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف زامير أن الجيش لن يتوقف عن القتال، مستشهدًا بنص توراتي، وقال: "على أعدائنا الذين سعوا لإبادتنا، والذين قتلوا وخطفوا وأحرقوا، سننزل ضربة قاسية... لن نتوقف حتى القضاء عليهم، ولن نستكين حتى يعود مختطفونا من الأنفاق".
طاقم خبراء
وبالإضافة إلى التعيينات، شكّل زامير، "طاقم خبراء" يتألف من ضباط سابقين في هيئة الأركان العامة، من أجل إعادة النظر في التحقيقات التي أجراها الجيش حول إخفاقات 7 تشرين الأول/أكتوبر، ونشر نتائجها الأسبوع الماضي.
وسيركز الطاقم بشكل خاص على أسباب أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، التي أظهرت عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي خلالها في مواجهة هجوم حماس، وسيقدم استنتاجاته إلى زامير، كما يتعين على الطاقم أن يقدم توصية حول ما إذا ينبغي اتخاذ إجراءات ضد ضباط في حالات معينة، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس.
وقرر زامير تشكل "طاقم الخبراء" بالتنسيق مع كاتس، وسيترأسه قائد القيادة الجنوبية الأسبق للجيش الجنرال في الاحتياط سامي تورجمان، وسيكون في عضوية الطاقم قائد سلاح الجو السابق عميكام نوركين، وقائد سلاح البحرية السابق إيلي شرفيط، وإلى جانبهم ضباط كبار سابقين آخرين.