تصاعدت حدة التوتر الأمني في الساحل السوري، خصوصًا في مدينتي طرطوس واللاذقية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
أعلنت قوات الأمن السورية، الخميس، أنها تخوض اشتباكات مع مجموعات مسلحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان من أبرز قادة الجيش في نظام بشار الأسد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 16 عنصرًا على الأقل من قوات الأمن في هجمات شنها مسلحون موالون لبشار الأسد في غرب سوريا، في وقت تشهد فيه المنطقة ذات الغالبية العلوية توترًا شديدًا.
كما أشار المرصد إلى مقتل 28 مسلحًا مواليًا للأسد بنيران قوات الأمن في مدينة جبلة ومحيطها.
وأضاف المرصد أن المواجهات تضمنت قصفًا بالطيران المروحي من قبل السلطات السورية.
أسفرت الاشتباكات عن فرض السلطات السورية حظر تجول في محافظتي طرطوس واللاذقية، ثم في محافظة حمص أيضًا.
كشفت وزارة الداخلية السورية، الجمعة، أن منطقة الساحل شهدت انتهاكات فردية نتيجة توجه حشود شعبية غير منظمة إليها.
وصرح مصدر أمني في وزارة الداخلية لوكالة سانا قائلاً: "بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن، توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة إلى الساحل مما أدى إلى بعض الانتهاكات الفردية".
وأكد المصدر أن السلطات تعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري.
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، أن "مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية شهدت أحداثًا مؤلمة راح ضحيتها المئات من المواطنين، بينهم نساء وأطفال".
وكانت الحصيلة الأكبر من القتلى في اليوم الأول، في مدينة بانياس في ريف طرطوس، حيث قتل أكثر من 60 مدنيًا في هجوم مكثف، وفقًا للمرصد.
ودعا المرصد السوري المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وإرسال فرق تحقيق دولية مختصة لتوثيق الانتهاكات الجسيمة التي طالت المدنيين.
أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الجمعة، على مواصلة ملاحقة من وصفهم بفلول النظام الساقط وتقديمهم إلى محاكمات عادلة.
وقال الشرع في خطاب عقب الأحداث الأمنية في منطقة الساحل السوري: "إنكم بفعلكم الشنيع بقتل من يحمي سوريا قد اعتديتم على كل السوريين، وبهذا قد اقترفتم ذنبًا لا يُغتفر، وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه، فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم".
وتابع الشرع قائلاً: "لا نريد سفك دماء أحد"، ودعا المعتدين إلى تسليم سلاحهم وأنفسهم قبل فوات الأوان.
وأكد الرئيس السوري على محاسبة كل من يتجاوز على المدنيين العزل، مشيرًا إلى أن "أهلنا في الساحل في مناطق الاشتباك جزء من مسؤوليتنا، والواجب علينا حمايتهم".
قالت وزارة الدفاع السورية، مساء السبت، إن القوات السورية تستمر في ملاحقة "فلول الأسد" وفق الخطط العملياتية المعتمدة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغني، أن "قواتنا تواصل ملاحقة الفلول وفق الخطط العملياتية المعتمدة".
وأضاف: "ندعو من قدم إلى الساحل بالعودة إلى مناطقهم، والأوضاع تحت السيطرة الكاملة".
وتابع قائلاً: "قواتنا تحقق تقدمًا ميدانيًا سريعًا في ملاحقة فلول النظام البائد الذين اعتدوا على قوات الأمن العام، وقاموا بتنفيذ كمائن غادرة لهم".