حركةٌ لبنانية بطيئة على المستوى الحكومي، وترقّبٌ لتداعياتِ النار السورية، التي لا يبدو أنها ستهدأ قريباً تحت حكم "هيئة تحرير الشام". هكذا تمضي اليوميات اللبنانية، فيما التحديات الكبرى لم تدخل حيّز المعالجة بعد، وتتحضر القوى اللبنانية للإستحقاقات، بدءاً من البلدية منها.


وأولى "الثمار" الحكومية أتتْ عِجافاً. فالموازنة موروثة من حكومة تصريف أعمال قبعت في الحكم لأعوامٍ ثلاثة، فيما الأسئلة تكاثرت حول الرسوم فيها ومدى ملاءمتها لحاجات المجتمع اللبناني. وهذا ما دفع برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى تأكيد الطعن بها. وأكد باسيل: يعني مضت عشرة أشهر من الإصلاحات من حكومة عمرها أربعة عشر شهراً"، لافتا الى أن "صندوق النقد يصل الأسبوع المقبل"، ومتسائلاً: "أين الإصلاحات والبيان الوزاري والوعود بالإنقاذ؟!".


بالتوازي، حضرت نتائج القمة العربية والوضع اللبناني في لقاء الرئيس جوزاف عون برئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر بعبدا.


وفي الجنوب، جدّدت إسرائيل انتهاكاتها للسيادة اللبنانية باقتحام مجموعة من المتدينين "الحريم" الحدود في موقع العبّاد بمواكبةٍ من جيش الإحتلال، وذلك في زيارة لقبر "الحاخام آشي". وهذا ما يوحي بتصميم إسرائيل على مزيد من الإختراقات ليس فقط للسيادة، بل للمجتمعات العربية من البوابة الدينية اليهودية، تمهيداً للتطبيع في الفكر قبل الواقع.


أما في يوميات النار السورية، فكانت المجازر تكتسِح الساحل السوري، بعد معاركَ عنيفة بادرتْ إليها عناصر ووحدات النظام السابق على أكثر من محور في القرداحة وجبلة وطرطوس واللاذقية. وفيما استعملت البراميل من المروحيات من قبل قوات السلطة الجديدة كما في أيام النظام السابق، نُفذت عمليات إعدام ميدانية طالت حتى رجال دين عُجَّز. ومهما كانت نتيجة معارك هذين اليومين، فإن الدلالة الأهم تبقى في عدم استقرار سوريا، الممزقة بين الإختراق الإسرائيلي والتمدد التركي، وبين قلق الطوائف وسلوك السلطة الجديدة الذي يستسنسخ أساليب النظام السابق، بحسب مواقف لنخب سورية مثقفة.