اغتال مسلحون مجهلون ممثل الائتلاف الوطني السوري في فرنسا، الوزير المنشق عن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، نورالدين اللباد وشقيقه، وذلك داخل منزله في مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي. وتشير الأنباء الأولية إلى مسؤولية مجموعة محسن "الهيمد" عن اغتياله.
اغتيال اللباد
وقالت شبكات إخبارية محلية إن مسلحين مجهولين دخلوا إلى منزل اللباد في حي المجبل في مدينة الصنمين، وقاموا باغتياله مع شقيقه عماد اللباد، بواسطة إطلاق الرصاص المباشر عليهما.
وأظهر مقطع مصور مسجّل عن طريق كاميرا مراقبة في منزل اللباد، دخول مسلحيّن اثنين إلى منزل اللباد، قبل أن يقوموا بالفرار بعد اغتياله وشقيقه داخل المنزل، فيما لم تعرف هوية المهاجمين من خلال التسجيل.
وكان اللباد وزيراً مفاوضاً في وزارة الخارجية السورية، كما عمل في عدد من السفارات السورية، في فرنسا وتركيا والعراق واليمن وليبيا، وذلك قبل أن ينشق عن نظام الأسد في العام 2013، ويلتحق بعدها بالثورة السورية.
وعمل بعد التحاقه بالثورة السورية، كممثل عن الائتلاف السوري المعارض في فرنسا. وعاد اللباد إلى مدينته الصنمين قبل أسبوعين، وكان من المقرر أن يغادرها إلى فرنسا بعد أيام، قبل أن يتم اغتياله.
واللباد المولود في الصنمين عام 1962، يحمل دكتوراه في الأدب الفرنسي، ودبلوماً عالي في الترجمة وماجستير في العلاقات الدولية.
"الهيمد" قتل اللباد؟
وإثر مقتل اللباد، ألقى مجهولون قنابل يدوية وقاموا بإحراق سيارة على الطريق العام في الصنمين، قبل أن يقوم الأمن العام بفرض حظر للتجوال على أهالي المدينة.
وقال ناشطون محليون لـ"المدن"، إن أصابع الاتّهام تشير إلى أن "دواعش مجموعة محسن الهيمد" هم من يقفون خلف عملية اغتيال اللباد، موضحين أن المجموعة سبق وأن اغتالت عدة شخصيات ثورية داخل الصنمين، بالطريقة نفسها.
وقبل أسبوع، تمكنت إدارة الأمن العام في درعا، مدعومة بقوات من وزارة الدفاع السورية، من انهاء تواجد مجموعة "الهيمد" في الصنمين، بعد عملية عسكرية مشتركة، واشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة مع المجموعة. وتُتهم المجموعة وزعيمها، بتنفيذ عمليات اغتيالات سابقة كثيرة قبل سقوط نظام الأسد، لصالح تنظيم "داعش" والأمن العسكري.
وحينها، أكدت مصادر متابعة لـ"المدن"، أن "الهيمد" وعدداً من الأشخاص المقربين منه، تمكنوا من الهروب من الصنمين إلى جهة مجهولة، فيما رجح آخرون أن يكون قد توجه إلى مدينة إنخل، مضيفة أن 9 مسلحين على الأقل من مجموعته بينهم قيادي، قتلوا خلال الاشتباكات مع الأمن العام وقوات وزارة الدفاع.
وقالت الإدارة في تصريحات نقلتها وكالة "سانا"، إن العملية انتهت، بعد أن تمكنت الإدارة من تحييد عدد من أفراد المجموعة وتوقيف 60 شخصاً، موضحةً أن 4 عناصر من قوات الأمن قتلوا وأًصيب عدد آخر خلال الاشتباكات.