ذكرت مصادر "العربية"، اليوم السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تريد رؤية نتائج في لبنان خلال وقت قصير. وحسب المصادر، فإن ترامب قد يوافق على تحرك عسكري إسرائيلي في لبنان إذا لم تتحقق النتائج المطلوبة سريعًا.في حين، كانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد ذكرت أن السلام بين إسرائيل ولبنان، الذي كان يبدو مستحيلاً قبل 6 أشهر، أصبح الآن أقرب من أي وقت مضى بفضل المحادثات حول ترسيم الحدود بين البلدين. وتساءلت الصحيفة عن إمكانية حدوث اختراق قريب في هذه المفاوضات التي قد تمهد الطريق لاتفاق تاريخي بين الجانبين.وأوضحت الصحيفة أن الوضع في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان كان في وقت سابق في غاية التوتر، حيث كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار منذ ما يقرب من عام، مما أدى إلى تدمير المنطقة الحدودية وزيادة أعداد القتلى. وفي نهاية شهر أيلول، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتكون هذه المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.ولكن على الرغم من هذه التوترات، اجتمع هذا الأسبوع المفاوضون الإسرائيليون واللبنانيون في لبنان من أجل إنجاز مهمة حيوية تتمثل في "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه إذا نجحت هذه المحادثات، التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، فإنها قد تمهد الطريق لاتفاق تاريخي بين البلدين، يعد الأهم لإسرائيل منذ حوالي نصف قرن، ويهدف إلى "الوصول إلى التطبيع" بين البلدين.وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن إسرائيل ولبنان يعدان جارين جغرافيين، ولكن بينهما عداء تاريخي طويل. فقد تمتع البلدان بظروف مشابهة على مدار التاريخ، إذ نالا استقلالهما في الأربعينيات من القرن الماضي، ولا تفصل بين بيروت وحيفا سوى حوالي 80 ميلاً. لكن على الرغم من التقارب الجغرافي، فقد ظلت العلاقة بين البلدين مليئة بالتوترات العسكرية والسياسية. على مدار السنوات الـ75 الماضية، خاضت إسرائيل ولبنان العديد من الحروب، بدءًا من الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وصولاً إلى الحرب الأخيرة في 2006.وذكرت الصحيفة أن حزب الله، الذي لعب دورًا كبيرًا في الصراع اللبناني الإسرائيلي، بنى على مدار العقود مخزونًا ضخمًا من الأسلحة وقام بمهاجمة القوات الإسرائيلية والأميركية في جنوب لبنان. ورغم محاولات إسرائيل للسلام، فقد كانت الحرب عام 1982 آخر محاولة فاشلة لإبرام معاهدة بين البلدين، تلتها محادثات حدود بحرية في عام 2022 التي اعتبرت خطوة نحو تحسين العلاقات.وأضافت الصحيفة أن المفاوضات الحالية في الناقورة، والتي ضمت ممثلين عن إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة ولبنان، تركز على حل القضايا العالقة دبلوماسيًا، مثل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، واتفاقية الانسحاب العسكري الإسرائيلي. وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نية إسرائيل الإفراج عن خمسة أسرى لبنانيين "كبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".لكن الصحيفة أشارت إلى أن الطريق إلى السلام ليس سهلاً، خاصة أن إقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عامًا ليس بالأمر الهيّن. ففي حال استأنف حزب الله هجماته على إسرائيل أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فإن المفاوضات قد تفشل بسهولة، وهو ما قد يتسبب في تعثر عملية السلام.