شهد جنوب لبنان تطورات أمنيّة متسارعة، حيث أعلن مركز عمليات طوارئ الصحّة العامّة في وزارة الصحّة عن إصابة مواطن بجروح في منطقة تلّ النحاس – مرجعيون إثر تعرضه لإطلاق نار من الجيش الإسرائيليّ، وتمّ نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي سياقٍ متصل، أفادت تقارير ميدانيّة عن إصابة جنديّ في قوات حفظ السّلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" جراء انفجار لغم أرضي في وادٍ بين ياطِر وزبقين في القطاع الغربيّ. ووفق المعلومات، فإن الجندي ينتمي إلى الكتيبة الفنلندية وإصابته خطيرة."اليونيفيل" تحتفل بذكرى تأسيسهاورغم الأوضاع الأمنيّة المتوترة، احتفلت قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" بالذكرى السابعة والأربعين لتأسيسها، في مقرّها العامّ في الناقورة. وحضر الحفل عدد من الشخصيات العسكريّة والدبلوماسيّة، من بينهم رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها الجنرال أرولدو لاثارو، وممثّل رئيس الحكومة العقيد الركن غياث المختار، بالإضافة إلى قيادات من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة. وبدأت المناسبة بعرض عسكري رمزي، أعقبه وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لضحايا "اليونيفيل"، تلاه دقيقة صمت تكريمًا لأرواح الجنود الذين فقدوا حياتهم خلال أداء مهامهم في جنوب لبنان.
وخلال كلمته، شدّد قائد "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لاثارو على أهمية مواصلة الجهود للحفاظ على الاستقرار، مؤكدًا أن قوات حفظ السلام "لا تزال ملتزمة بتخفيف التوترات وتعزيز الحوار من أجل وقف دائم لإطلاق النار". كما أشار إلى أنّ البعثة تعمل جنبًا إلى جنب مع الجيش اللبناني لإزالة المتفجرات وإصلاح الطرق المتضرّرة جراء الصراع الأخير.
وأضاف لاثارو: "القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تظل الضامن الأمني الوحيد في الجنوب، والتطبيق الناجح للقرار 1701 لا يمكن تحقيقه إلا بتعاوننا المشترك لمنع التصعيد وتعزيز سلطة الدولة". كما تطرق إلى التحديات التي واجهتها "اليونيفيل"، خصوصاً بعد التصعيد الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، وأثره على المجتمعات المحلية، معبرًا عن أمله في أن تعود العائلات النازحة إلى منازلها قريبًا بسلام.
وأكدّ أنّ "اليونيفيل" ستواصل دعم المجتمعات المحلية ضمن إمكانياتها، مشدّدًا على أهمية التعاون بين الأمم المتحدة والجيش اللبناني لضمان نجاح المهمة. وأشار لاثارو إلى ضرورة تقديم الدعم للجيش اللبناني باعتباره "الضامن الوحيد للأمن في الجنوب"، موضحًا أن تحقيق الاستقرار يتطلب تعزيز التعاون بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني والسلطات المحلية لضمان تنفيذ المهمة بكفاءة وأمان. كما دعا إلى معالجة القضايا الحدودية من خلال الاجتماعات الثلاثية مع الأطراف المعنية، مؤكدًا أن "عودة الاستقرار ستهيئ الظروف المناسبة للتقدم نحو سلام دائم"."اليونيفيل" تواصل مهامهاوختم لاثارو كلمته بالإشادة بصمود قوات حفظ السلام رغم التحديات، مشيرًا إلى أن "اليونيفيل" بقيت في مواقعها رغم تصاعد التوترات في أيلول الماضي، مما عزز سلطة الدولة اللبنانية. قائلًا: "بينما نحتفل بهذه الذكرى، لا نسترجع إنجازاتنا فقط، بل نتطلع أيضًا إلى مستقبل يحدوه الأمل. سيعود السلام إلى لبنان، وبالتصميم والالتزام المشتركين، سنواصل السير نحو هذا الهدف". واختُتم الحفل بعرض عسكري رمزي، رغم أن الاحتفال لم يُنظم في موعده الرسمي بسبب تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق.