يرفض الجيش الإسرائيلي، خطة وزير الأمن يسرائيل كاتس، التي طرحها قبل أسبوعين وتتعلق بإحضار مواطنين دروز من المناطق السورية، التي احتلتها إسرائيل بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، للعمل في مستوطنات الجولان المحتل.
وحتى اليوم لم تنفذ تلك الخطة، بسبب خلافات بين كاتس والجيش، خصوصاً القيادة الشمالية.
قضايا حساسة
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم الثلاثاء، أن الجيش يحظى بدعم وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل، الذي امتنع عن التوقيع على تصاريح تسمح بدخول العمال السوريين إلى الجولان المحتل.
وأثارت تصريحات كاتس حول "قضايا حساسة تتعلق بسوريا"، الكثير من الاعتراضات من قبل ضباط في الجيش قالوا إن تصريحاته من شأنها "أن تؤدي إلى تصعيد لا ضرورة له مقابل الإدارة الجديدة في سوريا برئاسة أحمد الشرع، وتشكيل خطر على حياة السكان في المناطق المحتلة في جنوب سوريا، الذين يحاول الجيش توثيق العلاقات معهم"، وفقاً للصحيفة.
وكان كاتس، أعلن قبل نحو أسبوعين، عن إحضار 40 مواطناً سورياً من الطائفة الدرزية، للعمل في مستوطنات الجولان المحتل، في 16 آذار/مارس الحالي، كتجربة أولية. وقالت الصحيفة إن "هذه الخطوة لم تخرج إلى حيز التنفيذ، بسبب موقف قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي أوري غوردين".
مخاوف من "جهات معادية"
ونقلت "هآرتس" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، قولها إن "كاتس لم يطلع القيادة الشمالية على عزمه البدء في دخول العمال السوريين في الموعد الذي حدده، وإن القيادة الشمالية تعتقد أن إدخال العمال ينبغي أن يتم فقط بعد استعدادات معمقة، وبعد استيضاح هوية كل واحد من العمال السوريين، ومن دون ذلك فإن الجيش ليس مقتنعاً بأنه سيكون بالإمكان "رصد محاولات جهات معادية لاستغلال دخولهم إلى إسرائيل".
ووفقاً للمصادر، فإن "إدخال العمّال من دون الاستعدادات المطلوبة، من شأنه أن يشكل خطراً عليهم أيضاً، لأنه من الجائز أن تنظر الإدارة الجديدة في سوريا أو منظمات فيها إلى العمال على أنهم متعاونون مع إسرائيل، أو تحاول الحصول على معلومات من العمال ومحاولة تجنيدهم إلى صفوفها بعد عودتهم إلى وطنهم".
وزير الداخلية آخر من يعلم
وأضافت الصحيفة أن "كاتس لم يطلع أربيل، الذي طلب منه توقيع التصاريح، حول خطته لإدخال عمال من سوريا، وإنما علم أربيل بالخطة من وسائل الإعلام". وقالت مصادر مقربة من أربيل للصحيفة إن الوزير "ليس مستعداً أن يكون ختماً مطاطياً لوزير الأمن. وبعد استكمال الخطوات الأمنية، سيوقع وزير الداخلية على تصاريح الدخول".
في موازاة ذلك، ادّعى كاتس أخيراً، أن الجيش سيتدخل بما يجري في سوريا "من أجل حماية الدروز"، وقبل أسبوعين قام بجولة في قمة جبل الشيخ داخل الأراضي المحتلة في سورية، ورافقه نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي تَمير يَدعي، لكن قائد القيادة الشمالية لم يرافقه في الجولة.
وعقب الجولة، توجه كاتس في بيان، إلى الدروز بالقول: "إسرائيل ستدافع عن إخوانكم في سوريا ضد أي تهديد". ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن كاتس لم يبحث الموضوع مع المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي قبل ذلك.
عواقب خطيرة
وقال مصدر أمني إسرائيلي للصحيفة إنه قد يكون لتعهدات إسرائيل بالتدخل في القتال في القرى الدرزية في منطقة دمشق أو في عمق الأراضي السورية عواقب خطيرة، وتصل إلى درجة فتح جبهة أخرى، وأن القيادة الشمالية لم تستعد للعمل في هذه المناطق.
وأضاف المصدر أنه "عندما تقول إسرائيل بشكل رسمي إنها ستخرج للدفاع عن الدروز، يجب أن يكون ذلك مدعوماً بخطة عسكرية، يرافقها إدراك أنه إذا عمل النظام السوري الآن ضدهم فإننا سنرد. وإذا تعرضوا لهجوم وإسرائيل لم تساعدهم، لأي سبب كان، فإن الضرر الذي سيلحق بمكانة الجيش الإسرائيلي ستتآكل، وسيكون بإمكان هؤلاء السكان إدراك أن الأمر الأصح بالنسبة إليهم هو الارتباط بالنظام السوري".