أبلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون والرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني أنّ "الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية والتهديدات هي استمرار لانتهاك إسرائيل الاتفاق الذي ترعاه فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه الاعتداءات وإرغام إسرائيل على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به". من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "تضامنه مع أهالي بيروت بعد الاستهداف الإسرائيلي"، قائلاً بإنّ "الضربات على بيروت غير مقبولة".
وكان عون تبلغ خلال الاجتماع الخماسي في فرنسا، بخبر التهديد الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث نقل ذلك إلى المشاركين في الاجتماع.واستهل عون لقائه في قصر الاليزيه مع الرئيس ايمانويل ماكرون، يرافقهما الوفدان اللبناني والفرنسي، باتصال مباشر مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وانضم إليهم فيما بعد الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان في محادثات خماسية مشتركة لبنانية-فرنسية-يونانية-قبرصية.
مؤتمر عون- ماكرون وبعد اللقاء عقد عون وماكرون مؤتمراً صحافياً طالب فيه عون ارغام الدول المعنية بإلزام إسرائيل وقف إطلاق النار على لبنان. بينما أكدّ ماكرون من جهته أنّ "فرنسا تقف إلى جانب لبنان لأنّها تدرك حجم التحديات التي يعيشها"، وأشار ماكرون إلى أنّ "التوتر على جانبيّ الخط الأزرق نقطة تحوّل، وفرنسا باقية إلى جانب لبنان للحفاظ على السيادة ولضمان الأمن بشكلٍ كامل ولتنفيذ وقف إطلاق النار الذي جرى التوصّل إليه مع إسرائيل". وأكّد أنّ "على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من النقاط الخمس في جنوب لبنان"، وقال إنّ "الضربات على بيروت غير مقبولة".
المساعدات من المجتمع الدولي وأضاف ماكرون أنّ "المساعدات تركّز على إعادة دورة المؤسسات لأنّ هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي". وتابع: "نُؤمن بأهمّية أجندة الإصلاح التي وضعها الرئيس اللبناني، وسنجتمع مع أصدقاء لبنان لدعم الهيكلية التي بدأت بها السلطات التنفيذية اللبنانية للعمل على مجموعة أولى من المساعدات". ماكرون شدد أيضاً على أنّ "لبنان بحاجة إلى قطاع طاقة حسن الأداء كي لا يبقى عرضة لعدم الاستقرار الاقتصادي، ولكي يتمكّن من جذب الاستثمارات وفرنسا مستعدّة لوضع خبرتها وشركاتها للمساعدة في هذا المجال". وأضاف ماكرون: "سنُقدّم اقتراحات عملية وواقعية آخذين في الاعتبار توقعات لبنان والإسرائيليين"، وقال: "اقترحنا أن تنتشر قوات من "اليونيفيل" في المناطق الحساسة في الجنوب بالتنسيق مع الجيش وبإشراف هيئة الرقابة". عون: ترسيم الحدود وكان الرئيس عون أجرى مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" شدد خلالها على أن لبنان لا يمكنه أن يتحمل الانتماء إلى أي محور كان، وأن أهمية لبنان تكمن في تنوعه الثقافي والديني وتضامن شعبه ووحدته. وشدد على "أننا ملتزمون بالكامل بتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي ينص على وقف كامل للأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل. ومع ذلك، فإن إسرائيل تنتهك باستمرار هذا الاتفاق، كما أن التجارب السابقة مع إسرائيل ليست مشجعة. لذا، نواصل العمل دبلوماسيا مع فرنسا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي لضمان انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، وترسيم الحدود البرية نهائيا". وقال عون إنه "بين 1.5 إلى 2.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان، ونسعى إلى إيجاد حلول مع الحكومة السورية بمجرد تشكيلها بشكل يمثل الشعب السوري"، مشيرا إلى أن "هذا يشمل ترسيم الحدود البرية والبحرية ومعالجة أزمة اللاجئين".وأضاف عون أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بدأت حيث زارتنا بعثة منه وأعربت عن استعدادها لمساعدة الحكومة اللبنانية في وضع خطة للإصلاح الاقتصادي. سنقوم بإقرار الإصلاحات اللازمة، التي تشمل: مكافحة الفساد، رفع السرية المصرفية، وإعادة هيكلة المصارف.