أعلنت مصادر دبلوماسية إيرانية اليوم السبت، محتوى الرسالة التي بعثها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
ووفقاً للمصادر تضمنت الرسالة دعوة إلى "فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين"، وتهديداً برد حاسم وسريع إذا واصلت طهران "المسار التصعيدي".
ونشرت وسائل إعلام وباحثون إيرانيون نص الرسالة التي تضمنت الآتي:
جناب آية الله خامنئي،
مع الاحترام لمكانة قيادتكم ولشعب إيران، أكتب لكم هذه الرسالة بهدف فتح آفاق جديدة لعلاقاتنا، بعيداً عن سنوات النزاع وسوء التفاهم والمواجهات غير الضرورية التي شهدناها في العقود الماضية. لقد حان الوقت لنترك وراءنا العداء، ونفتح صفحة جديدة من التعاون والاحترام المتبادل.
اليوم أيضاً، هناك فرصة تاريخية أمامنا. الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادتي مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام ورفع التوتر. نستطيع معاً إزالة العقوبات، وتمكين الاقتصاد الإيراني، وفتح أبواب التعاون بين بلدينا، ليس فقط لمصلحة شعبينا، بل لمصلحة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
لكنني أحذّركم، إذا رفضتم هذه اليد الممدودة، وإذا اختار النظام الإيراني مسار التصعيد، والدعم المستمر للتنظيمات الإرهابية، والمغامرات العسكرية، فإن الرد سيكون حاسماً وسريعاً. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات نظامكم لشعبنا أو لحلفائنا. السلام ليس ضعفاً، وإنما هو خيار الأقوياء.
والشعب الإيراني شعب عظيم يستحق مستقبلاً أفضل، بعيدًا عن العزلة والفقر والمعاناة. إذا كنتم مستعدين للتفاوض، نحن مستعدون أيضاً. لكن إذا استمريتم في تجاهل مطالب العالم، فسيسجل التاريخ أنكم فوّتم فرصة عظيمة.
مع الاحترام،
دونالد جي ترامب
الرد الإيراني
وفيما لم يُكشف حتى اليوم عن فحوى الرد الذي أرسلته طهران على رسالة ترامب، قال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، الخميس الماضي، أن بلاده أرسلت ردها على الرسالة، موضحاً أنه "تم إرسال رد إيران الرسمي على رسالة ترامب، الأربعاء (الماضي) بشكل مناسب وعبر سلطنة عمان".
وأضاف عراقجي أن "هذا الرد الرسمي يتضمن رسالة تم فيها شرح وجهات نظرنا في شأن الوضع الحالي، ورسالة ترامب بشكل كامل، وجرى نقلها إلى الطرف الآخر". لكنه لم يحدد طبيعة الرد ومضمونه.
وعلى الرغم من الرسالة والدعوة إلى الاتفاق، فإن ترامب عزز منذ عودته إلى البيت الأبيض من سياسته القائمة على "الضغط الأقصى" ضد طهران، مع فرض عقوبات إضافية عليها، والتهديد بعمل عسكري في حال رفضت العرض التفاوضي.
وأكد عراقجي أن "سياستنا لا تزال تتمثل في عدم خوض المفاوضات المباشرة في ظل ظروف الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية، لكن المفاوضات غير المباشرة، كما كانت موجودة في الماضي، يمكن أن تستمر".