قبيل إقلاع طائرة مبعوث الرئاسة الأميركية أموس هوكشتاين إلى بيروت، اشتعلت الجبهات البرية والجوية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الضربات والصواريخ، ففيما حاولت حكومة العدو التفاوض مع لبنان تحت نار استهداف العاصمة بيروت في منطقة زقاق البلاط، ردت المقاومة بالنار باستهداف تل أبيب بصاروخ فاتح 110 الذي يستخدم للمرة الثانية بعد استخدامه المرة الأولى باستهداف قاعدة عسكرية قرب مطار بن غوريون الشهر الماضي، ما يعني وفق خبراء عسكريين أننا دخلنا مرحلة جديدة من التصعيد بمعادلتين: تل أبيب مقابل بيروت، والمستوطن بالمدني. ويشير الخبراء لـ«البناء» الى أن أهمية استهــداف تل أبيب بصاروخ متطور من دون أن تعترضــه القبب الحديدية، تكمن في أنه جاء بعد كلام رئيـس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الكنيست بأن التفاوض تحت النار وادعاءه القضاء على 80 في المئة من القوة الصاروخية لحزب الله. وشدد الخبراء على أن كثافة العمليات التي نفذتها المقاومة أمس لا سيما استهداف تل أبيب، أعاد حزب الله التوازن الناري والجغرافي، وبالتالي أعاد توازنه العسكري والأمني والسياسي والإداري والإعلامي، واستعاد معه إعادة تفعيل معظم المعادلات التي سبق وأعلنها السيد الشهيد حسن نصرالله. وتساءل الخبراء إذا سقط صاروخ واحد على تل أبيب وأحدث هذا الزلزال، فكيف إذا أطلق حزب الله 20 صاروخاً مع مجموعـة من المسيّرات الانقضاضية؟ ما سيدفع الحكومة الإسرائيلية الى أحد أمرين: إما توسيع استهدافاتها في بيروت والذهاب الى حرب مفتوحة من دون خطوط حمر، وإما خفض الشروط الإسرائيلية والذهاب الى تسوية سياسية ووقف إطلاق النار، لا سيما بعد فشل «إسرائيل» بتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية للحرب وباتت عبئاً على الكيان في ظل الانقسام بين المستويين السياسي والعسكري إضافة الى تغير في مزاج الرأي العام الداخلي الإسرائيلي.

وفي سياق ذلك، أظهر استطلاع للرأي الإسرائيلي أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان.
وبعد 24 ساعة على استهداف بيروت أمس الأول في رأس النبع ومار الياس، استهدف طيران العدوّ الصهيوني مجدّدًا أمس العاصمة بيروت بغارة جوية استهدفت منطقة زقاق البلاط ما أدّى إلى وقوع شهداء وجرحى. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان عن ارتقاء 5 شهداء وإصابة 24 آخرين جراء الغارة. واستهدفت الغارة التي نفّذها الطيران الصهيوني المسيّر الطبقة الأرضية من مبنى مؤلف من أربع طبقات، ويوجد فيها مكتب مختار المحلة في زقاق البلاط.
وإذ لم يُعلن حزب الله مسؤوليته بشكل رسمي عن صاروخ تل أبيب، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخ قرب مجمّع تجاريّ في رمات غان قرب تل أبيب واشتعال النيران في المكان. ولفتت القناة 13 الإسرائيلية الى اندلاع حريق في حي بني براك بتل أبيب جراء سقوط شظايا صواريخ اعتراضية. وأفادت تقارير إسرائيلية بإصابة مباشرة لحافلة «فارغة من الركاب» بين بني براك ورمات غان، وأنباء عن سقوط العديد من الشظايا الصاروخية في المنطقة.
ومساء أعلنت الشرطة الإسرائيلية، عن «إصابة 6 بجروح بين خطيرة ومتوسطة إثر سقوط صــاروخ أطلــق من لبنـان على بني براك شرق تل أبيب».
في موازاة ذلك، أعلنت مستشفى رمبام في حيفا، عن «مقتل امرأة وإصابة 30 آخرين، بينهم طفل، بجراح متفاوتة الخطورة، إثر سقوط صاروخ أُطلق من لبنان، بشكل مباشر على منزل في مدينة شفاعمرو، مساء الإثنين».
وذكرت الشرطة في بيان، أن «صواريخ سقطت على شفاعمرو، أدت إلى دمار كبير وإصابات»، مضيفة أن قوّاتها «تعمل بقيادة نائب قائد لواء الشمال، على إخلاء المصابين والبحث تحت الأنقاض». وطالبت الأهالي «تجنّب الوصول إلى المناطق المتضرّرة، لعدم إعاقة عمليات الطوارئ».
وأعلنت القناة 12، عن أن «الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ باليستي أطلق من لبنان وسقط في بني براك شرق تل أبيب»، مشيرة الى ان «شظية من صاروخ اعتراضي اصابت خط كهرباء في رمات غان وأدت إلى نشوب حريق؛ واصابة 3 أشخاص بجروح في الرأس، أحدهم وصفت حالته بالخطيرة».
كما شنت المقاومة هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة رغفيم (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب للواء غولاني) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 65 كلم، جنوب شرق مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقة». وقصفت «منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة».