تمر علينا اليوم ذكرى استقلال لبنان، تلك اللحظة التاريخية التي انتزع فيها اللبنانيون حريتهم من الانتداب الفرنسي في 22 تشرين الثاني 1943. كانت هذه المناسبة تمثل نقطة تحول في تاريخ الوطن، حيث كانت تحمل أحلاماً كبيرة لدولة حرة، مستقلة، وموحدة.

لكن مع مرور الزمن، تحولت هذه الذكرى إلى مجرد تاريخ على الروزنامة، يُحيى بخطابات واحتفالات رسمية خالية من الشعور الحقيقي بالاستقلال. فكيف يمكن الحديث عن الاستقلال في ظل الأزمات التي يعيشها الوطن؟ استقلال بلا سيادة حقيقية، بلا استقرار سياسي، وبلا اقتصاد قادر على تأمين أبسط مقومات العيش الكريم.

اليوم، يشعر الكثير من اللبنانيين أن الاستقلال الذي نحتفل بذكراه هو استقلال منقوص. فالبلاد مرتهنة للتجاذبات السياسية الداخلية والخارجية، والفساد ينهش مؤسسات الدولة، والشعب يكافح يومياً من أجل البقاء في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق.

رغم ذلك، تبقى ذكرى الاستقلال فرصة للتأمل وإعادة التفكير. هي دعوة لجميع اللبنانيين للتكاتف من أجل بناء استقلال حقيقي يعكس تطلعات الشعب، حيث تكون السيادة للشعب، والكرامة محفوظة للجميع.

الاستقلال ليس فقط ذكرى نحتفل بها، بل هو مسيرة نضال مستمرة تتطلب العمل الجاد والتضحية لتحقيق دولة عادلة وقوية، تعكس آمال اللبنانيين وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل.