مؤشرات تفاؤلية عادت لتصدر من جديد عن المقرّبين من رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات الماضية، حول تلقّي عين التينة اتصالات إيجابية من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين عن حصول تقدّم في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وهو ما أعلن عنه إعلام العدو أيضاً قائلاً إن وقف لإطلاق النار مع لبنان خلال أيام إذا بقيت تفاصيل صغيرة عالقة ومنها رفض إسرائيل دوراً لفرنسا في آلية المراقبة.

هذا التفاؤل الحذر وغير المضمون حتى الآن، قابله استشراس إسرائيلي، ما يشي بأن الأمور لا تزال عالقة حول نقاط معينة، وأنَّ إمكانية حلحلتها قد تأخذ مدة زمنية ليست قصيرة. ما يعني أنَّ الغارات المدمّرة التي يتعرّض لها لبنان من جنوبه إلى بقاعه وضاحية بيروت الجنوبية، سترتفع وتيرتها، إذ أن ما شهده الميدان أمس كان خير مؤشر على ذلك. وإن كان هذا التصعيد هدفه الضغط لإبرام الاتفاق، بعدما أعلنت المؤسستين الأمنية والعسكرية في الكيان موافقتها عليه وأن الأمر الآن متروك لمجلس الوزراء ورئيسه بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يتحفظ على بعض النقاط، وبالتالي فإن نتيناهو قد يُفشّل المفاوضات في آخر لحظة كما فعل سابقاً.

على خط متصل، فإنَّ الوضع معقّد في الجنوب، وقد بدأت تتضح معالمه ما يشي بأن الغموض لا يزال يكتنف المفاوضات التي أجراها هوكشتاين في الأراضي المحتلة، وما سُرّب من أجواء وصفت بالايجابية قد يكون مبالغاً فيها، فأجواء المفاوضات في إسرائيل هي على عكس ما تتعرّض له المناطق اللّبنانية من قصفٍ مستمر ومجازر بحقّ المدنيين، كما استهداف الطواقم الطبية، حيث نفذ العدو غارة على دارة مدير عام مستشفى دار الأمل الجامعي علي ركان علام في دورس ما أدى إلى استشهاده.

في السياق، أشارت مصادر مواكبة لمحادثات الدبلوماسي الأميركي عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنه لو أحرزت المفاوضات أيّ تقدم بين هوكشتاين والمسؤولين الإسرائيليين لكان أعلن ذلك في مؤتمر صحافي، لكنه احتكم للصمت.

وإذ اعتبرت المصادر أن التسويق لإمكانية التفاهم على وقف إطلاق النار مع لبنان، جاء من قبيل الحفاظ على خيط التواصل مع حكومة العدو بعد أن يكون هوكشتاين قد وضع الإدارة الأميركية في أجواء محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين، ما يعني أن تسوية وقف إطلاق النار على الرغم من كل الإيجابيات التي قدّمها الجانب اللبناني لم تنضج بعد، وهو ما تُرجم  في التصعيد الميداني غير المسبوق.