بعض ما جاء في مانشيت البناء:

لبنانياً، تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية جنوباً، بالرغم من انعقاد اجتماع لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وقد ارتفعت التساؤلات بين الجنوبيين حول دور اللجنة وموقف الحكومة في ظل حجم ونوع الانتهاكات التي تسببت بسقوط شهداء وجرحى، بما يؤكد أن كل بحث عن ردع العدوان الإسرائيلي خارج إطار الاستناد على المقاومة مجرد وهم وسراب.

 

على الرغم من اجتماع الناقورة للجنة الإشراف على اتفاق وقف النار أمس الأول، استمرت الخروق الإسرائيلية بشكل فاضح. ولليوم الثالث على التوالي عملت الجرافات الإسرائيلية على تدمير وجرف منازل في الأحياء الداخلية في الناقورة وفجّرت منازل في بلدة طير حرفا، فيما لا تزال آليات جيش الاحتلال في أحياء بلدة بني حيان، بعد التوغل إليها أمس الأول، وهدمت عدداً من المنازل وقامت بأعمال تمشيط ورمي قنابل على المنازل.

 

وأفيد أن وحدات من قوات اليونيفيل تقوم بالكشف على الأودية الواقعة عند مجرى نهر الليطاني في ظل تحليق للمسيرات التجسسية على علو منخفض في أجواء المنطقة.

 

وأفيد أيضاً أنّ جيش الاحتلال نفّذ أمس عمليّة نسف ضخمة في بلدة كفركلا، ما تسبّب بارتجاجات في أجواء الجنوب.


وحذّرت أوساط مطلعة في فريق المقاومة من استمرار الخروق والاعتداءات الإسرائيلية للجنوب لا سيما للقرى الحدودية، لا سيما أن «لاحتلال يحاول تكريس هذه الممارسات العدوانية كحق له في المستقبل طيلة مدة هدنة الستين يوماً وربما ما بعدها، لكي يحتفظ لنفسه بحرية الحركة الميدانية والجوية».

 

وأوضحت الأوساط لـ»البناء» الى أن «ما يقوم به جيش الاحتلال لم يستطع فعله خلال الحرب بسبب كثافة صواريخ المقاومة على القوات المتقدمة والتي لم تستطع التمركز بشكل مريح وسهل، لكنها اليوم تفعل ما تريد من دون خطر تعرضها لنيران المقاومة».

 

وتساءلت الأوساط عن «دور لجنة الإشراف في لجم الخروق الإسرائيلية وعن جدوى بقاء هذه اللجنة والقوات الدولية والجيش اللبناني في الجنوب إذا لم يستطيعوا وقف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل انتهاكاً واضحاً للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار»، نافية أن يكون ما يقوم به العدو في الجنوب براً وجواً يندرج ضمن الاتفاق، الدليل وفق الأوساط هو أن مبعوث الرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين أشار بوضوح الى ضرورة أن توقف «إسرائيل» خروقها للاتفاق، إضافة الى دعوات مماثلة لمسؤولين فرنسيين ومن الأمم المتحدة.


وإذ أفادت مصادر ميدانية لــ «البناء» بأن قوات الاحتلال لم تنسحب من مدينة الخيام بشكل كامل رغم دخول وحدات الجيش واليونفيل اليها، لفتت الأوساط الى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية سيرسم علامات استفهام حول جدوى استمرار لجنة الإشراف واتفاق وقف إطلاق النار ويضع الجيش اللبناني أمام مسؤولياته في الدفاع عن أرضه وشعبه في الجنوب، وإلا فإن المقاومة ستعود الى الواجهة بتكليف من شعبها وأهلها في الجنوب للدفاع العسكريّ عن الحدود، ما قد يضع إسرائيل أمام خيارين: الانسحاب من كامل القرى الجنوبية وفق القرارات الدوليّة وتسلم الجيش واليونفيل، أو تحمل الذهاب الى أيام قتاليّة أو معركة جديدة مع لبنان.