الجمهورية: جوش هولدر وآرون بوكسرمان- نيويورك تايمز-

شنّت المقاتلات الإسرائيلية مئات الغارات الجوية، بينما استولى الجنود على منطقة عازلة وسيطروا على مواقع عسكرية داخل أراضٍ كانت سابقاً تحت السيطرة السورية.


منذ أن فرّ الرئيس بشار الأسد من سوريا، شنّت إسرائيل هجوماً عسكرياً في البلاد لم يسبق له مثيل منذ عقود، خشية أن تمتد الفوضى إلى حدودها.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ مقاتلاته نفّذت مئات الغارات الجوية لمنع «العناصر الإرهابية» من الحصول على الأسلحة المتطوّرة التي تمتلكها القوات السورية.

 

كما سيطر الجنود الإسرائيليّون على منطقة عازلة منزوعة السلاح كانت بمثابة الحدود الفعلية بين البلدَين. واستولت القوات الإسرائيلية أيضاً على مواقع عسكرية سورية داخل أراضٍ كانت سابقاً تحت السيطرة الكاملة لسوريا.

 


آخر حرب كبرى بين إسرائيل وسوريا كانت في عام 1973. منذ ذلك الحين، ظلت الحدود هادئة إلى حَدٍّ كبير. خلال السنوات القليلة الماضية، استهدفت إسرائيل مسؤولين إيرانيّين وميليشيات في سوريا، في إطار حرب الظل بين البلدَين. وكان نظام الأسد متحالفاً بشكل وثيق مع طهران، العدو الإقليمي لإسرائيل.

 

لكن بعد الإطاحة بالأسد في 8 كانون الأول، شنّت إسرائيل هجوماً أكثر علانية وامتداداً. فقد قصفت الطائرات الحربية والبوارج الإسرائيلية أكثر من 350 هدفاً، بما في ذلك قواعد عسكرية سورية، ومستودعات أسلحة كيميائية، وبطاريات دفاع جوي، وصواريخ بعيدة المدى، وفقاً لبيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية في 10 كانون الأول.

 

ومنذ ذلك الحين، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة مراقبة، بوقوع المزيد من الضربات.

 

كما توغّلت القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية، في أكبر عملية علنية هناك منذ حرب 1973. بعد ذلك الصراع، اتفق الطرفان على أن يحرس مراقبو الأمم المتحدة منطقة منزوعة السلاح تبلغ مساحتها 155 ميلاً مربّعاً بين قواتهم.

 

تسيطر القوات الإسرائيلية الآن على قمة جبل الشيخ، أعلى نقطة في الأراضي السورية، بالإضافة إلى مواقع أخرى داخل سوريا. ولا يزال من غير الواضح إلى متى ستبقى القوات الإسرائيلية هناك.

 

وانتقد أحمد الشرع، الذي قاد فصيل «هيئة تحرير الشام» المتمرّد الذي أسقط الأسد، العملية الإسرائيلية.


لكن تعهّد الشرع بأن تلتزم سوريا باتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974 مع إسرائيل، وجادل بأنّ سقوط الأسد قد أنهى تهديد الميليشيات الإيرانية التي كانت تشكّل خطراً على إسرائيل من الأراضي السورية.

 

وقد أشار قادة إسرائيليون إلى أنّ القوات الإسرائيلية ستبقى في الأراضي السورية التي سيطرت عليها حديثاً إلى أن يتمّ التوصّل إلى «ترتيب آخر». ووصفت إسرائيل «هيئة تحرير الشام» بأنّها جماعة إرهابية، ممّا يُشير إلى رفضها لضمانات الشرع في الوقت الراهن.

 

واعتبر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ «انهيار النظام السوري خلق فراغاً على حدود إسرائيل وفي المنطقة العازلة. لن تسمح إسرائيل للجماعات الجهادية بملء هذا الفراغ وتهديد المجتمعات الإسرائيلية».