غداً، إذا لم يحصُل ما ليس في الحِسبان، سينتهي الفراغ، وسيُنتخب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية.
لكن الفراغ الذي يأمل اللبنانيون في ان ينتهي، ليس فقط فراغ الكرسي الرئاسي في بعبدا، بل الفراغ على عدة مستويات:
أولاً، الفراغ السيادي في الجنوب، بتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من كل الاراضي اللبنانية، وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بشكل كامل، وإعادة حقوق لبنان كاملة، ولاسيما حقه في التنقيب عن النفط والغاز.
ثانياً، الفراغ الحدودي في شمال لبنان وشرقِه، بما يحمي البلاد من أي خطر أمني محتمل، ويوقف مسارب التهريب، ويعيد النازحين السوريين إلى بلادهم بعد التحولات السياسية الأخيرة في وطنهم.
ثالثاً، الفراغ الميثاقي غير المسبوق، المتمثل أساساً بحكومة تصريف الأعمال التي تسطو على صلاحيات الرئاسة، وتمارس السلطة خارج الدستور والأعراف.
رابعاً، الفراغ الاقتصادي والمالي جراء فشل السلطتين التشريعية والتنفيذية في إقرار الإصلاحات المطلوبة وتنفيذها، بما يعيد أموال المودعين، في إطار خطة تنقل الاقتصاد الوطني من حال الى حال.
خامساً، الفراغ القضائي الواسع في متابعة ملفات الفساد، من خلال الإقدام على فتح ما بقي منها، والتقدم في إنهاء ما فُتِح، ولاسيما تلك الناتجة عن التدقيق الجنائي.
في كل الاحوال، صفحة جديدة تُفتَح غداً في لبنان، عسى أن تكون بيضاء، على عكس تلك السوداء التي فتحها انقلاب 17 تشرين الاول 2019، وما رافقه وتلاه من تطورات وويلات، ندفع ثمنها كلبنانيين في كل يوم.