في ظل التحديات المستمرة التي يواجهها الملف النووي الإيراني، يترقب العالم كيفية تعامل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مع طهران في حال فوزه بولاية ثانية.استعرضت منصة "سكاي نيوز عربية" تأثيرات سياسة "الضغط الأقصى" التي قد تستمر إدارة ترامب بتطبيقها على إيران، وكيف يمكن أن تتجاوب طهران مع هذه الضغوط.ناقشت "سكاي نيوز عربية" مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، في حوار ضمّ رئيس تحرير صحيفة "إيران دبلوماتيك" عماد أبشناص، والدبلوماسية السابقة في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) كلير لوبيز. تناول النقاش احتمالات تصعيد الضغوط الأميركية على طهران، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى دعم إيران للجماعات المسلحة في المنطقة.أوضح أبشناص أن فريق ترامب بدأ بالفعل في التواصل مع مسؤولين إيرانيين في الفترة الأخيرة، بهدف التوصل إلى اتفاق يحد من قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية. وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تُركّز بشكل أساسي على الملف النووي، دون تناول قضايا إقليمية أخرى تثيرها طهران.من جهتها، أكدت لوبيز أن سياسة "الضغط الأقصى" ستستمر بقوة في حال إعادة انتخاب ترامب، مشيرة إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على طهران. وأضافت أن واشنطن ستواصل ضغوطها على إيران للحد من دعمها للفصائل المسلحة في المنطقة، مثل "حزب الله" و"حماس" و"الحوثيين"، ما يعزز من عزلة إيران دولياً.استعرض النقاش التوترات المزمنة بين واشنطن وطهران، حيث أشار أبشناص إلى أن العلاقات تعود إلى فترة ما قبل الثورة الإيرانية، عندما كانت إيران تحت حكم الشاه حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة. وتدهورت العلاقات بشكل كبير بعد حادثة احتجاز الرهائن الأميركيين عام 1979، وزادت تعقيداً بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.أوضح أبشناص أن إيران تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة عبر دعم الجماعات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ما يُشكّل تهديداً استراتيجياً للولايات المتحدة وحلفائها. بدورها، شددت لوبيز على أن هذه الأنشطة لم تُغيّر النهج الأميركي تجاه إيران، بل زادت من عزلة الأخيرة وضغوطها.بخصوص الملف النووي، أوضح أبشناص أن هذا الملف سيظل محور الاهتمام الأميركي، مع استمرار الضغوط لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. وبيّنت لوبيز أن إدارة ترامب ستعتمد بشكل أساسي على العقوبات كوسيلة للضغط على طهران.اتفق المحللان على أن إدارة ترامب الثانية ستواصل نهجها المتشدد تجاه إيران، خاصة في الملف النووي ودورها الإقليمي، ما قد يفرض تحديات اقتصادية ودبلوماسية كبيرة على طهران.