صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيانٌ، أعلن أن العدو الإسرائيلي واصل استهدافه للمسعفين والمنشآت الاسعافية في الجنوب مراكمًا جرائم الحرب الموصوفة. وللمرة الثانية اليوم على التوالي، استهدف الجيش الإسرائيلي فريقًا تابعًا لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية - الدفاع المدني ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مسعفين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.وفي السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان قد ألحق دمارًا هائلًا بقطاع الرعاية الصحية، حيث تجاوز عدد الشهداء من العاملين في هذا القطاع والمرضى الذين استشهدوا في لبنان العدد الإجمالي في كل من أوكرانيا وغزة معًا.ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية في لبنان، عبد الناصر أبو بكر، فقد أظهرت الإحصاءات من 7 تشرين الأول 2023 حتى 21 تشرين الثاني 2024 أن 47% من الهجمات التي استهدفت مرافق الرعاية الصحية في لبنان تسببت في استشهداء عامل صحي أو مريض، وهو ما يعادل 65 هجمة من أصل 137 هجمة.وتُعد هذه النسبة الأعلى عالميًا في أي صراع يدور في الوقت الحالي، حيث تسببت نصف الهجمات تقريبًا في سقوط ضحايا من العاملين الصحيين والمرضى. في المقارنة، يشير المتوسط العالمي لهذه الهجمات إلى نسبة 13.3% فقط، بناءً على إحصائيات منظمة الصحة العالمية في 13 دولة أو منطقة تأثرت بالصراعات خلال نفس الفترة، مثل أوكرانيا والسودان والأراضي الفلسطينية المحتلة.وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، أُحصيت نسبة 9.6% من الهجمات التي أدت إلى وفاة شخص واحد على الأقل من العاملين في مجال الرعاية الصحية أو المرضى، لكن لبنان سجلت نسبة مرعبة وصلت إلى 47%. وبحسب التقارير، أدت هذه الهجمات إلى استشهاد 226 شخصًا من العاملين في الرعاية الصحية والمرضى، وإصابة 199 آخرين.هذه الأرقام المروّعة تفضح مدى وحشية العدوان الإسرائيلي في لبنان، حيث يعكس الوضع كارثة إنسانية تتجاوز حدود القصف العسكري التقليدي إلى تدمير شامل لمنظومة الرعاية الصحية، ما يجعل من الصعب توفير العلاج والرعاية للمصابين في مناطق النزاع.