""يلفت العميد المتقاعد نضال زهوي إلى أنه "يوجد محوريْن في المعارك الدائرة في الجنوب، وهما: محور فاشل لغاية الساعة، والذي هو محور الخيام، ومحور "شبه ناجح"، وهو محور الناقورة، وهو لا كمالة له وذلك لأن الأرض هناك لا تسمح لهم بالتقدم باتجاه صور. فهو وفق قوام التقدم الخاص به يستطيع التقدم في المشاة مسافة ما بين 2 إلى 5 كلم، ولكن عند استخدام المسافات الطويلة هو بحاجة إلى دبابات، ولكن هذه الدبابات هي مقتله."ويُوضح أن الإسرائيلي تقدم نحو شمع لإكمال حصار الناقورة ووقع في خسائر كبيرة هناك، ولكن لم يتمكن حتى الساعة من التثبت في شمع وهو يحاول مهاجمة الناقورة من جهة الشمال، أي يحاول أن ينظف خلفه. فإشكاليته في التثبيت تكمن في وجود المقاومة وهي متواجدة في الناقورة وجبال اللبونة، أي أن هذه المنطقة لم يتمكن من السيطرة عليها، وهذه تعتبر ثغرة كبيرة بالنسبة له. وهو اليوم يقوم بمهاجمتهم عبر القوات المتواجدة بين شمع والناقورة، أي من ناحية الشمال وليس الجنوب."إذاً، يعتبر زهوي أن "المخطط وفي حال تمكن العدو من التنظيف، سيعتبر أن حدوده منطقة شمع ولا يمكنه التقدم باتجاه صور"، مذكراً بأن هذا ما صرح به الإسرائيلي عند الفرنسيين، حيث قالوا إنهم يريدون هذه البقعة التي تبلغ 6 كلم وتدميرها بالكامل من أجل ألا تكون هناك إمكانية لحزب الله في إعادة بناءها.إذاً، هدف العدو من وجهة نظر العميد ليس التمدد باتجاه صور، لذلك تجرأ ودخل من تلك النقطة. ويذكر أن الإسرائيلي لم يتمدد ولا مرة في حروبه مع لبنان من ناحية صور، بل دائماً من ناحية مرجعيون – النبطية، أي المحور الرئيسي له. وأما الباقي فهي محاور ثانوية عادة، وحتى عام 1982 لم يدخل من ناحية صور، بل اكتنف (أي مر بجانبها ولم يتعاط معها) صور حينها لمدة 17 يوماً، وبعد ذلك عاد ودخل إليها. ويؤكد أن تنظيف الخلفية، أي الناقورة، يتطلب مجهوداً ضخماً ولمدة أكثر من شهر، لكنه يعترف أن هذا المحور يعتبر اليوم من المحاور الناجحة لجيش العدو الإسرائيلي. إلا أنه لديه عقبات كبرى في التثبيت، فهو تقدم ولأول مرة بحدود مسافة الـ 7 كلم، ولكن طالما لم يثبت ولم يأخذ بعد الناقورة واللبونة، يعني ذلك أنه لم يحقق هدفاً من أهدافه."وأما بالنسبة للمحور المتعثر، يشير زهوي إلى أنه "لغاية الساعة يمكننا القول إنه لم يتمكن حقيقة من التقدم باتجاه الخيام، بل وصل إلى أحياء الخيام من ناحية الوزاني وهي بعيدة عن مدينة الخيام، وقام بتفجير أبنية كبيرة فيها. لكن هناك أحياء في الخيام الأقرب إلى الحدود الفلسطينية المحتلة، مثل المسلخ والمعتقل سابقاً، لم يصلوا إليها. وحيث وصل لم يستطع أن يثبت، وبالتالي لم يستطع أن يحقق أي شيء على هذا المحور، فاضطر إلى التراجع، وهو يعتبر محوراً متعثراً."ووفق هذه المعطيات، يلفت زهوي، في إطار تقييمه لمن ترجح الكفة اليوم، إلى أنه إذا "أردنا المقارنة في الاشتباكات بين مقاومة وجيش احتلال متطور وجرار، فإنه لا يمكن أن نصف ما وصل إليه الأخير بالإنجاز، فهو لم يستطع تحقيق أي شيء."ويشرح بالمنطق العسكري ما حاولت المقاومة القيام به، فيقول: "هدف المقاومة هو تحقيق "إعويرار العدو"، فمنطقة اللبونة أصبحت خلف خطوط العدو وكذلك الناقورة، وأصبح بإمكان المقاومة ضربهم من الداخل. وهذا ما تفعله عادة المقاومات في العالم، وهي إجبار الدبابات على الوصول إلى مناطق محددة ومن ثم ضربها. والمقاومة في لبنان متفوقة في موضوع سلاح ضرب الدبابات. وأما بالنسبة لموضوع تقدم المشاة، فإن المقاومة المختبئة تترصدهم، لكنها لن تخاطر بضرب عنصر أو عنصرين بسلاح مكلف، بل تفضل أن تتقدم الدبابات لتكون الضربة مؤلمة أكثر وتتمكن من إنزال المزيد من الخسائر في صفوف العدو."ولا يعتبر أنه من خلال سير المعارك اليوم يمكننا أن نقول إن الكفة ترجح لأي طرف، لا سيما أننا في ظل فترة المفاوضات حيث يكون الضغط أقوى ويتسبب بخسائر كثيرة لتحسين شروط التفاوض لكلا الطرفين.ويلفت إلى أن استخدام المقاومة لصاروخ فاتح 110 الذي وصل تل أبيب، استخدم لأول مرة، وذلك على وقع وصول هوكشتاين إلى بيروت. فإن الإسرائيلي اليوم يطور عملياته وهدد بالغارات الكثيفة، فإنه يريد الضغط بالقول إلى جانب الفعل الذي سبق هذا القول. فهو يريد تثبيت شروط التفاوض، بينما الحزب يريد إلغاء الجزئيات التي زادت عن القرار 1701 أو ربما على التفاصيل التي حصلت حول من يراقب وكيف يراقب