قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن استهداف حزب الله لتل أبيب يُعدّ تجسيدًا فعليًا للمعادلة التي أعلن عنها نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، والمتمثلة في "بيروت مقابل تل أبيب".وتزامنًا مع الهجمات، سُمع دوي انفجارات عنيفة في تل أبيب الكبرى اليوم الأحد، بعد استهدافها بصواريخ من لبنان للمرة الثانية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مئات الآلاف من الإسرائيليين توجهوا إلى الملاجئ إثر تفعيل صفارات الإنذار في وسط البلاد.وأوضح جوني أن هذه الهجمات تُبرز دلالات إستراتيجية واضحة، إذ تعكس قدرة الحزب على تحقيق توازن الردع مع إسرائيل، مؤكّدًا أن ذلك يُظهر استمرار حضوره المؤثر على المشهد العسكري والميداني.وأضاف أن الهجمات الصاروخية تكشف عن جاهزية القدرات العسكرية لحزب الله، في تحدٍّ للمزاعم الإسرائيلية المتكررة بتدمير أو إضعاف البنية القتالية للحزب. وشدد على أن هذا التصعيد يثبت قوة الحزب الصاروخية وقدرته على استخدامها عند الضرورة بناءً على قرارات قيادته.وأشار جوني إلى أن سقوط الصواريخ في تل أبيب ومحيطها، رغم استنفار منظومات الدفاع الإسرائيلية، يُظهر خللًا في قدرتها على منع الهجمات أو اعتراضها بفاعلية. كما أكد أن الحزب يمتلك القدرة على ضرب أهداف دقيقة، وهو ما يطرح تحديًا كبيرًا أمام الجبهة الداخلية الإسرائيلية.وأكد جوني أن الرسالة الأهم لإسرائيل من هذا التصعيد هي حتمية ردّ حزب الله على أي استهداف إسرائيلي، مما يجعل تحقيق أهداف عسكرية بعيدة المدى أمرًا معقدًا، ويدفع باتجاه التفكير في تسوية سياسية لتجنّب تصعيد أوسع.وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة مبانٍ في بيتاح تكفا، نتيجة سقوط صواريخ من لبنان، كما أشارت إلى إطلاق حزب الله أكثر من 100 صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ منتصف الليل. وأعلن الحزب كذلك عن تنفيذ هجوم بسرب من المسيّرات استهدف قاعدة أسدود البحرية، مؤكدًا إصابة الأهداف بدقة.من جهته، واصل الجيش الإسرائيلي قصف مختلف المناطق اللبنانية، في تصعيد أعقب زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكستين إلى لبنان، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل وسّعت عملياتها منذ 23 أيلول الماضي، عبر غارات جوية مكثفة وغزو بري في جنوب لبنان.