بالموسيقى، استطاع عمر حرفوش أن يجول العالم، واستمع لعزفه كبار شخصيات السياسة والدين والإعلام والثقافة والفن، فما بالكم لو اراد حرفوش أن ينشر أفكاره ومشروعه. إذا كان حرفوش قادرا على مخاطبة العالم من خلال الموسيقى والألحان، فما بالكم إذا اراد مخاطبة العالم برؤيته ومشروعه للبنان. عندما أطلق حرفوش مشروع جمهورية لبنان الثالثة وما تضمنه من شعارات لم تطرح من قبل، حصل أمران، الأول هو هجوم كل اركان السلطة في لبنان على حرفوش لاسقاط مشروعه، والثاني تخويف الرأي العام اللبناني من طروحات حرفوش الجديدة. لكن ما حصل لاحقا هو أن السلطة نفسها بدأت تتبنى تدريجياً ما طرحه حرفوش، والناس ايضاً بدأت تبحث في معاناته عن منقذ حقيقي، كحرفوش أو غيره. ما نجح به حرفوش بالموسيقى، هو حتماً قادر على تحقيقه بالسياسة والاقتصاد والانماء، لكن ما يختلف عن المرحلة السابقة أن حرفوش لم يعد كما كان، في السياسة، وفي لبنان هناك من لا يزال يخشى من حرفوش وموسيقاه ومشروعه.