""ثار الكاتب والصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان جدلًا واسعًا بتصريحاته حول الأنباء المتداولة عن احتمال توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان. وفي حديثه الأخير، عبّر عطوان عن رفضه القاطع لهذا الاتفاق، معتبرًا أنه "منح دولة الاحتلال طوق النجاة من أكبر هزيمة في تاريخها".وأوضح عطوان أن المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله حققت خلال الأيام الماضية إنجازات وصفها بـ"التاريخية"، منها تنفيذ عمليات نوعية طالت مدنًا إسرائيلية كبرى مثل تل أبيب وحيفا وصفد، إضافة إلى إطلاق مئات الصواريخ التي أصابت العمق الإسرائيلي وأجبرت ملايين المستوطنين على الاحتماء في الملاجئ. وأشار إلى أن هذا التصعيد شكّل ضغطًا هائلًا على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ما دفعها لإجبار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على القبول باتفاق وقف إطلاق النار.انتقد عطوان ما وصفه بـ"التسرع" في قبول الاتفاق، معتبرًا أنه يأتي بعد تدمير واسع طال مناطق في لبنان، منها الضاحية الجنوبية، بعلبك، وصور، إلى جانب وقوع آلاف الشهداء والجرحى. وأضاف، "إذا كان الاتفاق سيمنع الدمار، فربما يمكن تبريره، لكن بعد كل هذه الخسائر، ماذا بقي لنخسره؟".وتساءل عطوان عن مبررات القبول بهذا الاتفاق في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال: "لماذا نسارع إلى تقديم التنازلات بينما إسرائيل غارقة في أزمتها؟ لماذا لا ننتظر لنحقق مكاسب أكبر على صعيد الجبهتين اللبنانية والفلسطينية؟".دعا عطوان قيادة المقاومة اللبنانية إلى التمسك بالمواقف التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل استشهاده، والتي شددت على دعم غزة والضفة الغربية وعدم القبول بأي حلول جزئية تُنقذ إسرائيل من أزمتها.وختم عطوان تصريحاته برسالة موجهة إلى المقاومة، قال فيها: "أتمنى أن لا توافقوا على هذه المؤامرة التي لا تختلف عن اتفاقات أوسلو. يجب أن نبقى متمسكين بإرث المقاومة وتضحيات الشهداء".تصريحات عطوان أثارت جدلًا واسعًا، حيث أيدها البعض ممن يرون أن إسرائيل تسعى للخروج من مأزقها عبر اتفاقات تهدف فقط لكسب الوقت، بينما اعتبرها آخرون تعبيرًا عن موقف رومانسي قد لا يأخذ في الاعتبار تعقيدات الوضع الميداني والسياسي.وفي انتظار تطورات الساعات المقبلة، تبقى الأنظار متجهة نحو القرار النهائي الذي ستتخذه المقاومة اللبنانية بشأن الاتفاق المحتمل، وسط تصاعد التكهنات حول مستقبل المنطقة.