وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" اتفاق وقف إطلاق النار في شمال لبنان بأنه "نجاح استراتيجي كبير" لإسرائيل، حيث حققت خلالها مكاسب عسكرية وسياسية بارزة. ووفقًا للمقال، نجحت إسرائيل في عزل ساحة القتال في الشمال ومنع تمدد الصراع إلى مناطق أخرى، مما اعتُبر تحولًا استراتيجيًا مهمًا.وأشار المقال إلى أن "ما فشلت المحاولات الدبلوماسية الأميركية في تحقيقه على مدار 11 شهرًا، تحقق أخيرًا بفضل صلابة إسرائيل"، إذ قبل حزب الله، الذي انخرط في الهجوم في 8 تشرين الأول 2023، وقف إطلاق النار بعد تعهده بمواصلة القتال لتحقيق مطالب حماس. وفي الوقت نفسه، وصف المقال هذا الاتفاق بأنه "انسحاب تحت النار" بالنسبة لحزب الله.ورغم هذا الإنجاز، حذر المقال من أن "الاتفاق ليس حلاً كاملاً للمشكلة"، فحتى مع تعهد الجيش اللبناني بمنع عودة حزب الله إلى جنوب لبنان، الذي يشرف عليه آلية مراقبة بقيادة الولايات المتحدة، فإن حزب الله قد يحاول إعادة تنظيم صفوفه في المنطقة، وأكد المقال أن "الإنجاز الحقيقي لهذه الحرب يكمن في تغيير ميزان القوى".وقبل بداية هذه الجولة من القتال، كان حزب الله يتمتع بموقع قوي بفضل ترسانته المتزايدة، وقدرته على تهديد تل أبيب بالصواريخ يوميًا، ومع بدء إسرائيل غاراتها الجوية وعملياتها العسكرية الجريئة، فشل حزب الله في تنفيذ تهديداته.وأوضح المقال أن "نجاح وقف إطلاق النار سيكون مرتبطًا بعودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان"، إذا حاول حزب الله ترسيخ وجوده في الجنوب كما فعل بعد حرب 2006، فإن الردع الإسرائيلي قد يتعرض للخطر. وأضاف المقال أن "آلية الرقابة الأميركية قد تكون سيفًا ذا حدين"، محذرًا من أن "أي انتهاكات من قبل حزب الله قد تؤدي إلى تأخير الرد الإسرائيلي، مما يضع المسؤولية على الولايات المتحدة".وعلى الرغم من الانتقادات، اختتم المقال بتفاؤل، حيث أشار إلى أنه "إذا نجح الاتفاق في اجتياز فترة الانتقال البالغة 60 يومًا، فإن إسرائيل ستكون في موقع استراتيجي أقوى"، كما أن إيران ستكون في وضع أضعف، وحماس ستكون معزولة، مما يفتح فرصة دبلوماسية لإبرام اتفاق مع السعودية، وأكد المقال أن "إسرائيل، التي كانت تحت الضغط في كل خطوة من خطواتها، نجحت في الوصول إلى أقوى موقع استراتيجي لها منذ عقد من الزمن".