""بعد إعلان وقف إطلاق النار يوم أمس الأربعاء في لبنان، شهدت الطرقات الرئيسية في البلاد زحمة سير خانقة مع بدء عودة النازحين إلى منازلهم. الحركة الكثيفة أدت إلى اكتظاظ شديد على الطرقات، لا سيما أوتوستراد الجنوب من خلدة باتجاه النبطية وصور، حيث تكدست السيارات لساعات طويلة، ما جعل التنقل شاقًا ومعقدًا، وهذا الوضع استمر أيضًا اليوم.وفي اليوم الثاني بعد وقف إطلاق النار، لا تزال الزحمة تخنق الطرقات، إذ فضل عدد كبير من المواطنين الانتظار ليوم إضافي، وقاموا بتوضيب أغراضهم وتنظيم رحلاتهم بهدوء. ومع ذلك، بقيت حركة السير مكتظة على معظم المحاور الرئيسية، ما يعكس حجم النزوح الكبير الذي شهدته الأيام الماضية نتيجة التصعيد الأمني.في الشمال، تعاني طريق المنية - دير عمار باتجاه البداوي من اختناق مروري حاد بسبب مرور النازحين الذين يتوافدون بأعداد كبيرة باتجاه بيروت والجنوب منذ ساعات الصباح الباكر. ووفق معلومات ""، تعمل وحدات من الجيش اللبناني والقوى الأمنية على تنظيم السير وتأمين حركة المرور لتسهيل عبور النازحين.أما على الطرق الساحلية، فتشهد مناطق تحوم والمدفون باتجاه جبيل ازدحامًا كبيرًا نتيجة تزايد أعداد العائدين المتجهين نحو مناطقهم.ورغم المشقة التي تسببها الزحمة، تسود أجواء من الفرح والارتياح بين المواطنين الذين طالما انتظروا لحظة العودة إلى منازلهم بعد أيام من المعاناة والتهجير. ويقول أحد العائدين: "الطريق طويل، والزحمة خانقة، لكن الفرحة لا توصف".رغم الزحمة الخانقة والتحديات التي يواجهها العائدون إلى منازلهم، تبقى لحظة العودة محورية في نفوس اللبنانيين الذين عانوا كثيرًا من ظروف النزوح. مع مرور الوقت، ستعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا، وتستعيد الطرقات انسيابها. ورغم المشقة، تبقى العودة إلى الوطن حلمًا يتحقق، يحمل في طياته الأمل بغدٍ أفضل، حيث يظل اللبنانيون، بكل عزيمتهم، قادرين على تخطي الصعاب وإعادة بناء حياتهم من جديد.