عبّر جنود الاحتياط الإسرائيليون الذين شاركوا في الحرب شمال اسرائيل، عن خيبة أملهم إزاء اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، مؤكدين أنهم يشعرون بأن تضحياتهم لم تُترجم إلى إنجازات حقيقية على الأرض. وأشاروا إلى أن النصر الكامل الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتحقق، مما يزيد من مشاعر الإحباط بين صفوفهم. في المقابل، مع عودة اللبنانيين إلى منازلهم بعد فترة من التدمير والتهجير، ما زال سكان شمال اسرائيل يعيشون في الفنادق، حيث لم يحصلوا على الأمان الكامل الذي كانوا يأملون فيه، مما يثير تساؤلات حول فعالية الاتفاق ونتائجه على أمن المنطقة.وكان قد انتقد إيتان دافيدي، رئيس بلدية مستوطنة مرجاليوت في شمال إسرائيل، اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان الذي تم توقيعه مؤخرًا، معتبرًا أنه يعرض حياة سكان المنطقة الشمالية للخطر ويقوض شعورهم بالأمان.وفي تصريحات أدلى بها لإذاعة "103 FM"، وصف دافيدي الاتفاق بأنه "فضيحة"، مؤكدًا أنه لم يكن يتخيل يومًا أن يتم التوصل إلى هذا الاتفاق، وأن يعود السكان إلى منازلهم تحت هذه الشروط التي وصفها بالـ"غير آمنة".وأضاف دافيدي، "هذا الاتفاق يتركنا مكشوفين تمامًا أمام تهديدات حزب الله. لقد كان حزب الله يراقبنا لسنوات طويلة، مستهدفًا بلداتنا ومجتمعاتنا بهجماته. كنا نظن أننا ذاهبون إلى حرب شاملة".وأوضح أنه كان يتوقع أن تمنح الحكومة وقتًا لحل أزمة الجنوب وضمان إعادة الرهائن، مشيرًا إلى أنه كان يأمل أن يتم اتخاذ إجراءات لضمان عودة السكان إلى منازلهم بأمان.واستطرد دافيدي قائلاً: "طالما طالبنا بأن يتم توسيع المسافة بيننا وبين قرى حزب الله في لبنان إلى 2-3 كيلومترات. الجميع، بما في ذلك الجيش، قالوا لنا إن هذا القرب لا يمكن أن يستمر".وانتقد دافيدي الحكومة الإسرائيلية، متسائلًا عن فائدة العمليات العسكرية التي نفذتها إسرائيل في لبنان، قائلاً: "لماذا غزونا لبنان؟ هل فقط لتدمير بعض المواقع؟ ما هو معيار انتصارنا في الشمال؟ هل هو عدد الإرهابيين الذين قتلناهم أو عدد القرى التي دمرناها؟ انتصارنا الحقيقي هو أن يتمكن السكان من العودة إلى منازلهم بأمان. وإذا كان الجميع يقولون الآن إنهم لا يشعرون بالأمان للعودة، فماذا يعني ذلك للحكومة؟".كما وجه دافيدي انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلًا: "لا أثق برئيس الوزراء. كل ما يفعله يفشل. يزعم أنه سيرد على كل انتهاك، لكن خلال 18 عامًا، 14 منها تحت قيادته، دفعنا ثمنًا باهظًا مقابل سلام زائف". وأضاف أن الحكومة فشلت في توفير "منطقة عازلة" كانت ستضمن أمان السكان في الشمال.واختتم دافيدي حديثه بتحذير شديد اللهجة لسكان الشمال من العودة إلى منازلهم في ظل الظروف الحالية، مؤكدًا أنَ "الوضع الحالي يقودنا نحو حرب لبنان الرابعة، ويدفع باتجاه تفكيك البلدات الشمالية. في غضون عامين، ستفقد هذه البلدات طابعها الخاص. أحث السكان على عدم العودة. إنهم يرسلوننا كالخراف إلى المذبح".وكان قد شن رؤساء بلديات مستوطنات في شمال إسرائيل هجومًا حادًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع بدء سريان وقف لإطلاق النار أنهى 14 شهرًا من المواجهات مع "حزب الله".وينتظر عشرات آلاف الإسرائيليين ثبوت وقف إطلاق النار للعودة إلى منازلهم التي أخلوها منذ تشرين الأول 2023، فيما انتقد رؤساء بلديات الاتفاق الذي بدأ بموجبه وقف القتال فجر الأربعاء.