في تطور جديد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الخميس 28 تشرين الثاني 2024، أن عملية إطلاق صاروخ اعتراضي كانت نتيجة "تشخيص خاطئ" لوجود هدف جوي مشبوه داخل الأراضي اللبنانية. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الحادث انتهى دون أي إصابات.وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن الصاروخ الاعتراضي تم إطلاقه بعد الاشتباه بوجود هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية، إلا أنه تم التوصل إلى أن التشخيص كان غير دقيق. وأكد أن الحادث انتهى من دون تسجيل إصابات.في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية: "لا نعرف ما المحرج أكثر للإخفاء ما أُطلق من لبنان أو إطلاق صاروخ اعتراضي قيمته 50 ألف دولار بسبب طائر".في وقت سابق من اليوم، كثفت القوات الإسرائيلية قصفها المدفعي على ستة مناطق في جنوب لبنان، في خرق محتمل لاتفاق وقف إطلاق النار. استهدفت الدبابات الإسرائيلية بلدات مركبا، الوزاني، كفرشوبا، الخيام، الطيبة، والسهول الزراعية حول مرجعيون، وهي مناطق تقع على بعد كيلومترين من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل. وأكدت مصادر لبنانية أن القصف أسفر عن أضرار مادية في بعض المناطق.وأكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف تلك المناطق في محاولة لإبعاد السكان عن المناطق المحظورة، مشيراً إلى أن القصف لم يكن موجهاً ضد الأفراد بشكل متعمد. كما حذر الجيش الإسرائيلي سكان الجنوب من العودة إلى بلداتهم في الوقت الحالي، وأمرهم بالبقاء بعيدين عن المناطق الواقعة جنوب خط القرى العشر المحددة في بيانه، بما في ذلك شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، والمنصوري.في المقابل، بدأ الجيش اللبناني اليوم تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وأوضح بيان الجيش اللبناني أن تعزيز الانتشار يتم بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وذلك استنادًا إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار الأممي 1701 بكامل بنوده.وأشار الجيش اللبناني إلى أنه بدأ في نقل وحدات عسكرية من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني، حيث ستتمركز القوات في المواقع المحددة لها في إطار التزامات لبنان.من جانبها، أعلنت جماعة حزب الله أنها ستتابع تحركات الجيش الإسرائيلي عن كثب، وأنها ستتعامل مع أي خروقات أو تحركات غير مبررة من قبل القوات الإسرائيلية بجهوزية كاملة، وفق ما جاء في بيان صادر عن الحزب. وكانت المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله قد شهدت تصعيدًا كبيرًا في الأسابيع الأخيرة، قبل أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.في وقت لاحق، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا للسكان في عشر بلدات جنوب لبنان، داعيًا إياهم إلى عدم العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر. وقال الجيش الإسرائيلي عبر منصة "إكس" إن كل من ينتقل إلى هذه المناطق يعرض نفسه للخطر، مشددًا على أن قرار عدم السماح بالعودة يأتي في سياق الإجراءات الأمنية المتخذة على الأرض.على الصعيد الإنساني، أفادت الأمم المتحدة بأن نحو 3800 شخص قتلوا في النزاع الأخير بين إسرائيل وحزب الله، بينما أصيب نحو 15,800 آخرين، فضلًا عن نزوح نحو 900,000 شخص داخليًا. ومع وقف إطلاق النار، تعمل الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في لبنان، مع التركيز على توفير الغذاء والمساعدات الطبية للمتضررين.في إطار متصل، وصل اليوم إلى بيروت الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ممثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة تهدف إلى المساهمة في حل الأزمة السياسية المستمرة في لبنان، لاسيما فيما يتعلق بانتخاب رئيس جمهورية جديد. ومن المقرر أن يلتقي لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في إطار جهوده لإيجاد مخرج للأزمة السياسية المستمرة في البلاد.من جهة أخرى، أشار قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قد يمثل بداية لوقف دائم لإطلاق النار في غزة أيضًا. وفي رسالة بعثها إلى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أكد سلامي أن إسرائيل لم تحقق أيًا من أهدافها العسكرية ضد حزب الله، على حد قوله.يأتي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في وقت بالغ الأهمية وسط الأمل في أن يكون بداية لفترة من الاستقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ما سيسهم في التخفيف من حدة التوترات ويعزز الأمن في المنطقة بعد سنوات من الاشتباكات والتهديدات العسكرية المتبادلة.