أثار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين حزب الله وإسرائيل العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الطرفين، وخاصة حزب الله، إلى التراجع عن أهدافهما السابقة، خاصة في ما يتعلق بالصراع الذي امتد لأكثر من عام. وقد أشار تقرير نشره موقع أسباب إلى أن الاتفاق يُظهر تراجعاً ملحوظاً من الجانبين عن مواقف كانا قد تمسكوا بها سابقاً.حزب الله وتراجعه عن المواقف السابقة من أبرز التراجعات التي سجلها حزب الله في الاتفاق، هو موافقته على فصل الحرب في لبنان عن الحرب في غزة، وهو الموقف الذي سبق أن رفضه الحزب بشكل قاطع، ودفع ثمناً باهظاً في سبيل الحفاظ عليه، بما في ذلك اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله. كما أن انسحاب الحزب من جنوب الليطاني يعني تحييد جزء من منظومة صواريخه التقليدية التي كانت تهدد المستوطنات الإسرائيلية في الشمال.الجانب الإسرائيلي: التكيف مع الواقع الجديد من جانبها، أقدمت إسرائيل على التراجع عن هدفها المعلن بتدمير قدرات حزب الله بشكل كامل. بدلاً من ذلك، تبنت استراتيجية محاصرة الحزب واحتوائه، وهو ما كان قد رفضه نتنياهو سابقاً في سياق التعامل مع حماس في غزة. هذه الاستراتيجية تهدف إلى إضعاف حزب الله على المدى الطويل، عبر تضييق الخناق عليه من خلال قطع خطوط إمداده العسكرية والمالية، وتعزيز قدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية على مراقبة تحركاته.العوامل الإسرائيلية وراء الاتفاق وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن قرار التوصل إلى اتفاق مع حزب الله جاء بناءً على ثلاثة عوامل رئيسية: المخاوف من احتمالية صدور قرار من مجلس الأمن بوقف الحرب، الحاجة إلى إراحة قوات الاحتياط المستنزفة في كل من لبنان وغزة، وفصل جبهتي غزة ولبنان.التهدئة المؤقتة وتوقعات المستقبل على الرغم من هشاشة الاتفاق، ورغم وجود العديد من الثغرات التي قد تؤدي إلى انهياره، إلا أن رغبة الطرفين في وقف الحرب قد تكون الضامن الفعلي لعدم تجدد القتال. ومن المرجح أن يتحول الاتفاق إلى تهدئة مفتوحة طالما لم تحدث مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، حيث قد يعود حزب الله لاستهداف إسرائيل في حالة التصعيد.التحديات الإقليمية والأهداف الأوسع من الجانب الإيراني، يعكس تراجع حزب الله محاولة لتخفيف التصعيد في ظل التهديدات المتزايدة لنفوذ إيران الإقليمي، خاصة مع الهجمات المحتملة من الولايات المتحدة وإسرائيل على الأراضي الإيرانية. ويبدو أن إيران تعمل على احتواء التصعيد حفاظًا على نفوذها في المنطقة، ولا سيما في سوريا.خلاصة التقرير يشير التقرير إلى أن هذه التراجعات من الجانبين تندرج ضمن استراتيجيات أوسع نطاقاً، حيث تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى تقليص تأثير إيران وحزب الله في المنطقة، بينما يسعى حزب الله إلى الحفاظ على قوته العسكرية والسياسية في لبنان من دون التصعيد المفرط الذي قد يؤثر على مصالحه الإقليمية.