""تتسارع وتيرة الأحداث العسكرية في مدينة حلب، مع تزايد الهجمات التي تنفذها الفصائل المعارضة بالتنسيق مع جبهة هيئة تحرير الشام، حيث يؤكد الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد خالد حمادة، في حديثٍ لـ""، أن "العملية العسكرية في حلب كانت مفاجئة إلى حد كبير، وقد حرّكت مجموعة من الفصائل المعارضة، بالإضافة إلى جبهة هيئة تحرير الشام، بهجوم منسق ومنظم باتجاه مدينة حلب.، والفصائل الموجودة هناك هي فصائل مدعومة من تركيا، بالرغم من أن تركيا تنكر أي علاقة لها بهذه العملية".ويرى أن "ما يثير الاستغراب هو أن هذه الفصائل المدعومة من تركيا تشارك في عمل عسكري موحد مع هيئة تحرير الشام، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية، وهذا يشير إلى وجود تنسيق مسبق حول هذا الأمر بموافقة أميركية، لكي تعمل هذه الفصائل مع هيئة تحرير الشام".ويُشير إلى أنه "من المهم أن نذكر أن وحدات الجيش السوري، التي كانت تسيطر على هذه المنطقة بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية، انسحبت بشكل متسارع دون أي مقاومة تذكر، حيث تمكنت هذه الفصائل من الاشتباك مع الميليشيات الإيرانية، وتمكنت من هزيمتها ودفعها للانسحاب بسرعة كبيرة،وهذا يعكس القيمة العسكرية لهذا الهجوم، وقد حدث ذلك في الوقت الذي كان النظام السوري يعلن عن نية القيام بهجوم معاكس لاستعادة المنطقة الهامة بالتعاون مع روسيا، لكن حتى الآن لم تحقق الغارات الجوية العسكرية التي تنفذها روسيا أو النظام السوري أي نتائج ملموسة".وعليه يؤكد حمادة، أنه "قد تمت السيطرة على جنوب حلب وغربها أمس، واليوم هناك هجوم آخر للسيطرة على شرق حلب، مما يعني أن مدينة حلب أصبحت بالكامل تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى السيطرة على طريق حلب-دمشق، وكذلك طريق حلب-اللاذقية".ويعتقد أن "هذا الهجوم تم بتوجيه أميركي، لأن تركيا لن تقدم على مثل هذا العمل دون موافقة أميركية، والهدف منه قطع الطريق الذي يتم من خلاله نقل التعزيزات العسكرية من منطقة البوكمال على الحدود إلى حلب، ومن ثم إلى حمص، وصولًا إلى الحدود اللبنانية السورية، وإلى حزب الله والميليشيات الإيرانية في منطقة دمشق ودرعا".ويلفت أيضًا العميد حمادة، إلى أن "هذا الهجوم العسكري يأتي استكمالًا للاتفاق الأميركي أو الاتفاق اللبناني الإسرائيلي الذي فرضته الولايات المتحدة، والذي أدى إلى وقف إطلاق النار في لبنان ودفع مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني، وأدى إلى تفكيك البنية العسكرية لحزب الله، حيث يتضمن هذا الاتفاق عدة شروط، منها إلزام الحكومة اللبنانية برسم الحدود ومنع وصول أي أسلحة، سواء كانت إيرانية أو غير إيرانية، إلى أي فريق لبناني داخل البلاد، وبالتالي، يمكن القول اليوم إنه تم طرد الميليشيات الموالية لإيران من طريق حلب عبر الفصائل المعارضة التي لا تسمح بظهور السلاح سواء باتجاه الداخل السوري أو اللبناني".