تعتبر المخدرات واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع اللبناني اليوم،حيث يزداد انتشارها بين صفوف الشباب بشكل مقلق. في ظل هذه الظاهرة، يبرز دور الأهل كحماة رئيسيين لأبنائهم، حيث يمكنهم من خلال التوعية والمتابعة الفعالة أن يخففوا من زحف المخدرات على حياة أولادهم.
إن أول خطوة يجب على الأهل اتخاذها هي الوعي الكامل بمخاطر المخدرات وأدوات التعاطي.
يتوجب على كل والد ووالدة مراقبة سلوكيات أبنائهم بحذر، وعدم تجاهل أي تغييرات قد تطرأ عليهم، مثل العزلة الاجتماعية، تغيرات المزاج أوالتهرب من المسؤوليات.
هذه التغييرات قد تكون علامات إنذار مبكر تشير إلى تزايد مخاطر تعاطي المخدرات.
من المهم أيضاً أن يتعلم الأهل كيفية التعرف على العلامات والأدوات التي تدل على تعاطي المخدرات.
كما يجب أن يكونوا على دراية بالأدوات المستعملة، مثل الأكياس الصغيرة أو المواد الكيميائية او الملاعق المحروقة وغيره الكثير من الادوات، بالإضافة إلى التغيرات الجسمانية كاحمرار العينين وزيادة الوزن أو فقدانه بشكل مفاجئ. في هذه الأثناء، ينبغي تعزيز التواصل بين الأهل وأبنائهم.
يجب على الوالدين أن يهيئوا بيئة مفتوحة وصحية للنقاش حول المخدرات وآثارها السلبية.
يمكن أن يبدأ الحوار منذ سن مبكرة، حيث يجب أن تكون المحادثات صريحة وموضوعية، مما يُتيح للكل فرصة مشاركة تجاربهم ومعارفهم حول الموضوع بطريقة تقلل من الشعور بالخوف أو التوتر، وقد يصل الامر الى التواصل مع جهات امنية وصحية لطلب المساعدة.
التثقيف يعد من الوسائل الأساسية للوقاية من تعاطي المخدرات، لذا يمكن للأهل تنظيم ورش عمل توعية أو المشاركة في برامج مجتمعية تهدف إلى رفع الوعي حول مخاطر المخدرات.
يمكن استخدام مواد تعليمية مثل الكتيبات والفيديوهات لشرح التأثيرات السلبية للمخدرات على الصحة النفسية والجسدية. ولكن، إذا اكتشف الأهل أن أبناءهم يتعاطون المخدرات، يجب عليهم التعامل مع الموقف بصبر ودعم.
من الأخطاء الشائعة هي ردود الفعل العنيفة التي قد تدفع الشاب للمزيد من الانغماس في التعاطي. بدلاً من ذلك، ينبغي على الوالدين التعبير عن مشاعر القلق والحب والرغبة في المساعدة.
إن مكافحة المخدرات ليست مسؤولية الأهل وحدهم، بل هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع والدولة ومؤسساتها والجمعيات الاهلية مثل جمعية جاد او شبيبة ضد المخدرات.
هذا ويتوجب على الأهل أن يكونوا على وعي دائم بما يدور حولهم، وأن يتعاونوا مع المدارس والمراكز الاجتماعية والوزارات المعنية لتعزيز برامج الوقاية والعلاج.
تذكروا، أبناؤكم هم مستقبل المجتمع، وبتكاتف الجهود يمكننا بناء جيل قوي ومثقف قادر على مواجهة التحديات.
الكاتبة: حنان الأميوني
مسؤولة لجنة الاهل في جمعية جاد..
The post دور الاهل في توعية اولادهم من براثن المخدّرات!.. حنان الأميوني appeared first on .