على الرغم من كل محاولات التشويه التي سعت لربط طرابلس بالإشكالات الأمنية، وتخويف الناس من زيارة أسواقها، جاءت الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتثبت العكس تمامًا. فبدلاً من الفراغ الذي كان يُتوقع أن يسود، تعج الأسواق بالحركة، وتكتظ المحال التجارية بالمواطنين الذين يتوافدون لشراء مستلزمات العيد، من الملابس إلى الحلويات الطرابلسية الشهيرة، في مشهد يعكس فشل محاولات زعزعة استقرار المدينة، ويؤكد أن طرابلس لا تزال تنبض بالحياة والتفاؤل، رغم كل الظروف.


من ساحة التل الى السوق العريض مروراً بسوق البازركان وصولاً الى سوق القمح تعلو أصوات الباعة في محاولة لجذب انتباه الزبائن، بينما تتنقل العائلات بين المحلات في حركة دؤوبة بالتزامن مع تكبيرات العيد من المساجد، ممزوجةً بأناشيد فرقة الوداع التي تجوب الأسواق ناشرة أجواء الفرح والروحانية، فيما تتسارع خطى الناس لإنهاء آخر تجهيزاتهم قبل حلول اليوم المنتظر.


صاحبة أحدى المحال التجارية في حديث ل تقول: “صحيح أن الأسعار ارتفعت قليلاً مقارنة بالعام الماضي، لكن الإقبال على الشراء لم يتأثر، بل إننا نشهد حركة ناشطة فالناس يحرصون على شراء ملابس جديدة للأطفال والكبار رغم الظروف الاقتصادية، وهذا يعكس مدى تمسكهم بعادات العيد وفرحته. كما أننا نتوقع أن تتضاعف الحركة خلال الأسبوع الأخير من رمضان، حيث يزداد الزبائن بحثًا عن العروض والخيارات المتنوعة التي تناسب مختلف الميزانيات”


تالين أكرم، كانت تتجول في السوق مع صديقتها، تقول: “لم آتِ اليوم لشراء الملابس، بل للاستمتاع بالأجواء الرمضانية. أجواء المدينة في هذا الشهر المبارك مميزة، ومن النادر أن تجد مثلها في أي مكان آخر”.


تقول أم محمد، وهي تتنقل بين محال الألبسة في السوق العريض لشراء ملابس العيد لأطفالها: “ننتظر هذه الأيام الفضيلة طوال العام رغم كل الظروف التي نمر بها لا يمكن أن يمر العيد دون أن نفرح به نحن وأطفالنا نحاول قدر المستطاع اختيار ما يناسب ميزانيتنا، ففرحة العيد لا تكتمل دون ملابس جديدة للأطفال.


أما في محلات الحلويات، فيؤكد أحد أصحابها أن الإقبال يتحسن بشكل ملحوظ، خصوصًا في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، حيث يحرص الناس على شراء الحلويات كجزء من فرحة العيد. وتتراوح أسعار الحلويات بين 13 و17 دولارًا للكيلوغرام من المعمول بالجوز، وبين 15 و دولارًا للمعمول بالفستق الحلبي، فيما يتراوح سعر المعمول بالتمر بين8 و15 دولارًا.


هكذا تثبت طرابلس مرة أخرى أنها مدينة لا تموت وقادرة على تجاوز كل المحاولات التي تهدف إلى تشويه صورتها، ليبقى مشهد أسواقها عامرًا بالفرح والاستعداد لاستقبال العيد بكل ما يحمله من بهجة وأمل وخير للمدينة وأهلها.




Related Posts

None found




The post طرابلس تنتصر على التشويه.. أسواقها تتحدى محاولات زعزعة الأمن!.. صبحية دريعي appeared first on .